البليهي واستهجان الجمهور.. حالة تستحق الدراسة!

news image

 

 

كتب – عبدالله العميره

 

الموقف الذي حدث من جمهور الهلال ضد اللاعب علي البليهي يستدعي التوقف عنده ومناقشته. ليس لأنه فريد، بل لما حدث من ردود فعل من إدارة الهلال وبعض اللاعبين والإعلاميين تجاهه.

سأتناول الموضوع بشكل مختلف؛ للفائدة العامة، ولا أعني بالنتائج ناديًا بعينه، بل أرجو الفائدة للهلال ولكل الأندية. فهذا واحداً من الدروس المهمة.

 

بداية...

 

ماذا تعني حالات الصفير في ( مدرجات ملعب) تجاه لاعب؟

حالات الصفير في مدرجات الملاعب عادة ما تشير إلى تفاعلات جماهيرية تجاه لاعب أو فريق، ويمكن أن تحمل معاني مختلفة حسب السياق:

الاستنكار أو الاستهجان: إذا كان الجمهور يصفق أو يصفّر تجاه لاعب، فهذا قد يكون تعبيرًا عن استياء أو استنكار بسبب تصرفاته في الملعب، مثل الأخطاء المتكررة أو الأداء السيء.

التشجيع الساخط: أحيانًا، يمكن أن يكون الصفير وسيلة لجذب انتباه اللاعب أو لتحفيزه بطريقة ساخرة، خاصة إذا كان اللاعب قد قدم أداءً غير مرضٍ أو لم يلب توقعات الجمهور.

الضغط النفسي: في بعض الأحيان، يُستخدم الصفير كأداة للتأثير على اللاعب نفسيًا، خاصة إذا كان اللاعب في موقف حساس أو في مباراة حاسمة. هذا النوع من الصفير قد يهدف إلى تشتيت تركيز اللاعب.

رد فعل تجاه تصرفات شخصية أو تاريخية: في بعض الأحيان قد تكون الأسباب وراء الصفير متعلقة بتصرفات اللاعب خارج الملعب أو مواقف سابقة تسببت في خلاف مع الجمهور أو الفرق الأخرى.

وفي حالة الصفير الذي تعرض له اللاعب علي البليهي من الجماهير في المدرجات، قد يكون ذلك ناتجًا عن عدة عوامل محتملة:

الأداء الفني: قد يكون الصفير بسبب بعض الأخطاء أو الأداء غير المتوقع من اللاعب أثناء المباراة. في بعض الأحيان، إذا ارتكب لاعب خطأ غير مبرر أو كان أداؤه لا يتناسب مع توقعات الجماهير، فإنها قد تعبر عن استيائها بالتصفيق أو الصفير.

الظروف المحيطة بالمباراة: في بعض الأحيان، يمكن أن يتعرض اللاعب للضغط النفسي من الجماهير بسبب أجواء المباراة أو المنافسة.

الخلافات الشخصية أو التاريخية: إذا كان هناك تاريخ من الخلافات بين اللاعب والجماهير أو حدث معين أثار استياء جماهيري تجاه اللاعب، قد يؤدي ذلك إلى هذا النوع من التصرفات. مثلًا، قد تكون التصرفات في المباريات السابقة أو مواقف خارج الملعب قد أثرت على العلاقة بين اللاعب والجماهير.

 

عندما تحدث مثل هذه الحالة – كما حدث للبليهي – ما هو موقف إدارة النادي واللاعبين وبعض الإعلاميين عندما تحدث حالة استهجان من الجماهير ضد لاعب؟

أعني أن حالة الصفير تحدث في كل ملاعب العالم تجاه بعض اللاعبين، أو المدربين، وحتى ضد إدارة الأندية.

فما هو العمل الطبيعي الاحترافي للتعامل مع تلك الحالات؟ وهل كانت ردة فعل رئيس النادي، والمدرب، واللاعبين احترافية، أم كانت ردة فعل صاخبة ضد فعل صاخب.. ولم تأت بحلول مفيدة؟

 

نتعرف على ردة الفعل الطبيعية من أي إدارة نادي محترف.

ونقيس: هل ردة الفعل في الهلال طبيعية أم لا؟

 

ردود الفعل الإدارية والنفسية تجاه أي قضية أو حالة يمكن أن تكون متنوعة وتعتمد على العديد من العوامل مثل نوع القضية، تأثيرها، الأطراف المعنية، وأهداف الجهة المعنية بالرد. إليك نظرة عامة على أنواع ردود الفعل الإدارية والنفسية التي قد تُتخذ في مختلف الحالات:

ردود الفعل الإدارية:

الرد الفوري:

التعامل السريع: في بعض الحالات، يتم اتخاذ إجراءات فورية لحل المشكلة أو التخفيف من تأثيرها. مثل إصدار بيان صحفي، اتخاذ قرارات سريعة داخل المؤسسة، أو التواصل المباشر مع الأطراف المعنية.

التحقيق الفوري: عندما يكون هناك قضية تتطلب التوضيح السريع، قد تبدأ الإدارة فورًا في التحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ القرارات المناسبة.

التوجيه والإرشاد:

التوجيه المستمر: في بعض الأحيان، يُقدّم توجيه للموظفين أو الفرق المتأثرة، سواء كان ذلك من خلال التدريب أو ورش العمل. الهدف هو تحسين الأداء وتوضيح الإجراءات المطلوبة.

الإرشاد النفسي: تقديم إرشادات نفسية إذا كانت القضية تتعلق بمشكلات نفسية أو صحية، خاصة إذا كان التأثير يؤثر على معنويات الموظفين أو اللاعبين.

الرد التفاوضي أو الاستشاري:

التفاوض: عندما يكون هناك اختلافات أو مشاكل مع الأطراف الأخرى (مثلًا، بين الإدارة والجماهير أو الموظفين)، قد يتم اتخاذ رد فعل تفاوضي لحل القضية بطريقة وسطية.

التشاور: قد تُشرك الإدارة أطرافًا متعددة في اتخاذ القرار، مثل اللجوء إلى مستشارين قانونيين أو خبراء خارجيين لتقديم مشورة متخصصة.

الرد الوقائي:

إجراءات وقائية: تُتخذ بعض الإجراءات الوقائية لتجنب تكرار المشكلة في المستقبل، مثل تحديث السياسات الداخلية أو وضع بروتوكولات جديدة للتعامل مع القضايا المشابهة.

التوعية: قد يتم تنظيم حملات توعية للموظفين أو الجماهير لتوضيح المعايير والقيم التي يجب اتباعها في المواقف المختلفة.

الرد التأديبي:

العقوبات: عندما تكون القضية تتعلق بسلوك غير لائق أو انتهاك للقوانين، قد يتم اتخاذ رد فعل تأديبي، مثل فرض عقوبات مالية، إيقاف، أو إنهاء الخدمة.

التقييم المستمر: إذا كانت القضية تتعلق بأداء الموظفين أو اللاعبين، قد تقوم الإدارة بتقييم أدائهم بشكل دوري لوضع إجراءات تأديبية أو تحسينية.

ردود الفعل النفسية:

التجاهل (إحساس باللامبالاة):

عدم الاهتمام: في بعض الحالات، قد يختار الأفراد أو الفرق تجاهل القضية أو المشكلة إذا كانوا يعتقدون أن التعامل معها لن يؤدي إلى أي تغيير أو تحسن. هذا النوع من الردود قد يكون مؤقتًا أو طويل المدى.

التحمل (التكيف مع الظروف):

التكيف مع الضغط: قد يستجيب الأفراد أو الفرق بالتحمل والتكيف مع المواقف الصعبة. هذا النوع من رد الفعل يشمل المحاولة للتعايش مع الموقف مع الاستمرار في العمل أو اللعب تحت الضغط. المرونة النفسية: الأفراد الذين يمتلكون مرونة نفسية قد يحاولون التعامل مع التوتر والضغوط بشكل إيجابي، سواء من خلال تقنيات التأمل أو التواصل مع الآخرين.

الرفض (الإنكار):

إنكار الموقف: في بعض الحالات، قد يتفاعل الأفراد بتقليص أو رفض الاعتراف بالمشكلة أو القضية، إما لأنهم غير مستعدين للتعامل مع الواقع أو لأنهم يعتقدون أن الوضع سيحل نفسه مع الوقت.

المواجهة (النضج العاطفي):

التعامل المباشر: بعض الأشخاص أو الفرق يتعاملون مع المواقف الصعبة بشكل مباشر، ويختارون مواجهة المشكلة بدلاً من الهروب منها. قد يتخذون خطوات ملموسة لحل القضية ويعملون على تحسين الوضع من خلال الحوار البناء. التطوير الذاتي: في هذه الحالة، قد يسعى الأفراد لتطوير أنفسهم سواء من خلال التحصيل العلمي، التدريب، أو البحث عن طرق أفضل للتعامل مع المواقف الصعبة.

التأثر العاطفي (الإحساس بالضغط):

الإحساس بالعجز: بعض الأفراد قد يشعرون بالعجز أو الخوف نتيجة المواقف السلبية، مثل الاستهجان أو الانتقادات الحادة. هذا قد يؤدي إلى تأثيرات نفسية مثل التوتر أو القلق. الإحساس بالذنب: إذا كان الفرد يرى أنه مسؤول عن حدوث المشكلة، قد يعاني من شعور بالذنب أو الخجل، مما قد يؤثر على أدائه النفسي والعاطفي. التأثر الاجتماعي: قد يتأثر الشخص اجتماعيًا إذا كانت القضية تتعلق بالصور العامة أو العلاقات مع الزملاء والجماهير. هذا قد يؤدي إلى عزل نفسي أو شعور بالرفض.

القلق (التوتر النفسي):

الخوف من العواقب: في حال كانت القضية تحمل تهديدًا للمستقبل أو للسمعة، قد يشعر الأفراد أو الجماهير بالقلق بشأن العواقب المحتملة. التوتر المستمر: قد يؤدي القلق إلى توتر مستمر يؤثر على الأداء في العمل أو الرياضة. هذا قد يتطلب تدخلات نفسية مثل الاسترخاء أو تقنيات إدارة الضغوط.

التحفيز (الرد الإيجابي):

التحدي والفرصة: بعض الأفراد يتفاعلون مع القضايا أو المواقف السلبية كمجال لتحفيز أنفسهم على التحسن والتطور. هم يرون التحديات كفرص للنجاح، مما يعزز روح المبادرة والعمل الجاد. التوجيه الذاتي: قد يقوم الأفراد بتحديد أهداف محددة لتحسين أدائهم أو رد فعلهم تجاه المواقف الصعبة. هذا النوع من التحفيز يعزز من قدرتهم على النجاح في المستقبل.

الاستنتاجات:

ردود الفعل العاطفية تكشف عن عدة أمور منها ضغط الموقف، التوتر بين الأطراف المعنية، وصعوبة إدارة الضغوط بشكل عقلاني.

بينما قد توفر ردود الفعل العاطفية حلولًا قصيرة الأمد، إلا أنها عادة ما تكون غير مستدامة وقد تؤدي إلى توترات إضافية.

من الضروري في مثل هذه المواقف أن تكون هناك استراتيجية متوازنة تجمع بين التحليل العقلاني والاحتواء العاطفي، مع ضمان أن تكون الحلول شاملة ودائمة.

 

شرح مستفيض لمعنى (المسرنم) ودلالات هذا المصطلح:

الشخصية المسرنمة أو القطيع المسرنم هما مصطلحان يشيران إلى نمط من السلوكيات التي تتسم بالانقياد والتقليد الأعمى، سواء للأفراد أو الجماعات. هذه المصطلحات تُستخدم غالبًا لوصف سلوكيات جماعية أو فردية حيث يكون الأشخاص عرضة للتأثر بالآخرين دون تفكير مستقل أو تقييم عقلاني لما يجري. لكن هناك بعض الفروق الدقيقة في معاني كل مصطلح.

الشخصية المسرنمة: هي شخصية تميل إلى اتباع الآخرين دون تفكير أو تحليل، حيث يتسم صاحبها بالتبعية وغياب الاستقلالية. قد يكون هذا النوع من الأشخاص يفتقر إلى القدرة على اتخاذ قرارات شخصية بناءً على المبادئ أو القيم الذاتية.

غالبًا ما يتبع الشخص المسرنم الآراء أو السلوكيات التي يراها من حوله دون أن يتحدى أو يطرح أسئلة.

تميل الشخصية المسرنمة إلى التكيف مع الوضع القائم حتى لو كان ذلك يعارض مبادئه أو راحته الشخصية.

غياب التفكير النقدي: الأشخاص المسرنمون غالبًا لا يطرحون تساؤلات حول ما يحدث أو ما يتم اتخاذه من قرارات، هم فقط يسايرون ما يفعله الآخرون.

الأسباب: قد تكون هذه الشخصية نتيجة لضعف الثقة بالنفس أو خوف من الرفض الاجتماعي، مما يدفع الشخص إلى الانصياع لآراء الآخرين لتجنب المواجهة أو الشعور بالتمييز.

القطيع المسرنم: يشير إلى مجموعة من الأشخاص الذين يتصرفون بنفس الطريقة أو يتبعون نفس الآراء والتوجهات، بشكل جماعي ودون أي تفكير أو تفرد. هذا المصطلح يُستخدم بشكل سلبي للإشارة إلى الجماعات التي تفتقر إلى التفكير المستقل وتتبع دون وعي "الزعيم" أو ما يُمليه الوضع الاجتماعي.

التقليد الأعمى: القطيع المسرنم يعكس الظاهرة الاجتماعية التي يقوم فيها الأفراد بتقليد الآخرين دون التفكير في العواقب أو دلالات ما يفعلونه.

الافتقار للهوية الفردية: أفراد هذا القطيع غالبًا ما يكونون غير قادرين على تحديد آرائهم أو مواقفهم الخاصة، مما يجعلهم يندمجون في مجموعات على حساب استقلاليتهم الشخصية (قمع الحريات تنتشر في المجتمع الجاهل).

السلوك الجماعي: هناك ميل للقيام بالسلوكيات الجماعية أو اتباع آراء الأغلبية بدلاً من تبني قرارات مستقلة.

 

أسباب هذه الظواهر:

التأثير الاجتماعي: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وتؤثر عليه مجموعة من العوامل الاجتماعية مثل تأثير الأقران أو العائلة أو الإعلام. في بعض الأحيان، قد يشعر الشخص أنه مضطر للتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها الآخرون ليحظى بالقبول أو الانتماء.

الخوف من العزلة أو الرفض: قد يُشعر الشخص بأنه سيواجه عواقب سلبية إذا لم ينخرط في سلوك الجماعة أو يخرج عن المألوف. هذه العوامل تدفعه إلى اتباع القطيع أو الانصياع بشكل غير نقدي.

الراحة النفسية: قد يشعر البعض بارتياح أكبر عندما يتبعون "التيار" أو يتبعون ما يفعله الآخرون، لأن ذلك يقلل من الحاجة إلى التفكير المستقل ويمنحهم إحساسًا بالأمان.

التأثيرات السلبية:

غياب الابتكار: مع تكرار هذه السلوكيات الجماعية، يتم فقدان التنوع الفكري والإبداع. القطيع المسرنم قد يؤدي إلى تقليد غير مفيد أو اتخاذ قرارات جماعية غير صائبة.

التأثير على التطور الشخصي: الأشخاص المسرنمون قد لا ينمون أو يتطورون لأنهم يظلون في حالة من التبعية لآراء الآخرين ولا يتخذون قرارات بناءً على احتياجاتهم أو قيمهم الخاصة.

التعصب والانعزال: قد يؤدي القطيع المسرنم إلى التعصب أو رفض الاختلافات، مما يخلق بيئة من الاستبعاد للأفراد الذين لا يتوافقون مع الرأي الجماعي السائد.

 

متى تظهر هذه الظواهر؟

في المجتمعات المغلقة: حيث تكون ثقافة التقليد السائد هي الطاغية ولا يُشجع على التفكير المستقل.

في المؤسسات أو المجموعات التي تفرض سلطتها: حيث يتم تقليد السلوكيات والأفكار الصادرة عن شخص أو مجموعة واحدة، مثل بعض الأنظمة السياسية أو الدينية.

في حالات الضغوط الجماعية: مثل أثناء الأزمات أو المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة، قد يظهر الأفراد التبعية للمجموعة كمحاولة لتجنب الصراع أو الحصول على الأمان.

كيف يمكن تجنب هذه الظواهر؟

تعزيز التفكير النقدي: من خلال تشجيع الأفراد على التفكير بعمق وتقييم المواقف بموضوعية، بدلاً من الانصياع الأعمى لما يراه الآخرون.

تعزيز الاستقلالية: تعليم الأشخاص كيفية اتخاذ قرارات مستقلة بناءً على مبادئهم الشخصية.

الوعي الاجتماعي: نشر الوعي بأهمية التنوع الفكري والقبول بالاختلافات، بحيث لا يكون الناس مجبرين على اتباع القطيع.

 

الاستنتاج:

الشخصية المسرنمة أو القطيع المسرنم يشيران إلى ظاهرة اجتماعية تنتج عن غياب التفكير النقدي والاعتماد على التقليد الأعمى. هذه الظواهر يمكن أن تكون ضارة على المستوى الفردي والجماعي، إذ تقيّد الابتكار والتطور الشخصي وتؤدي إلى اتخاذ قرارات غير واعية أو غير مدروسة.ملاحظة : من يقول أنها حالة فريدة وغريبة من جمهور الهلال؛ فهو لايتابع ، ولم يسبر الأغوار المحاطة بسرية.. ولكن الواقع أحايين كثيرة تغشاها الأسباب التي ذكرتها في المقال .

 

من خلال الحديث عن إدارة نادي الهلال، يمكننا تحليل نجاحها أو فشلها بناءً على عدة عوامل مرتبطة بالأداء الرياضي، القرار الإداري، والتعامل الإعلامي. دعنا نتناول كل نقطة بالتفصيل:

هل إدارة الهلال ناجحة أم غير ناجحة؟ تُعتبر إدارة الهلال واحدة من ادارات الأندية السعودية الناجحة  - وإن كان يعيبها يعض السلبيات - ، وذلك بسبب:

 

النجاحات الرياضية: الهلال يُعد من أنجح الأندية في المملكة وفي المنطقة، إذ حقق العديد من البطولات المحلية والقارية..

الاستقرار الإداري: الهلال يتمتع بإدارة مستقرة، وقدرة على الحفاظ على الخطط طويلة المدى، من خلال التعاقد مع لاعبين مميزين.

الشعبية الجماهيرية: الهلال لديه قاعدة جماهيرية ..

لكن، لا يعني النجاح التام أن الإدارة خالية من الأخطاء أو التحديات، فمثل أي إدارة، قد تواجه الهلال صعوبات في بعض المجالات التي يمكن تحسينها.

مثال: ماذا يعني فشل صفقات مثل ميسي، نيمار، وصلاح؟

قد تكون الإدارة – أي إدارة – ناجحة في جوانب مهمة، ولكن تدخلات غير ناجعة (الإدارات المكملة أو المساندة) قد يؤدي إلى فشلها. والهلال لا يخلو من تدخلات شخصيات ذات نفوذ مالي وتأثير في الوسط الرياضي، وبعضها يعمل في لجان رياضية وكثير من الصحفيين، يتعاملون مع النادي وكأنه جزء من أملاكهم الخاصة: ممنوع الاقتراب، ممنوع النقد. على الجماهير أن تشجع وتصفق فقط، ويُمنع الصفير والنقد تمامًا.

الفشل في الصفقات الكبرى: صفقات مثل ميسي، نيمار، ومحمد صلاح كانت موضوعًا مثيرًا في الإعلام. تلك الأسماء كانت بمثابة "صفقات الأحلام" بالنسبة للجماهير، وكان تأكيدهم سيعني دعمًا قويًا للفريق على مستوى النجوم العالمية. لكن فشل الوصول إليهم في النهاية يمثل تحديًا من حيث:

التعامل الإعلامي: يُلاحظ أن التعامل الإعلامي مع هذه الصفقات كان يتسم أحيانًا بالإثارة المبالغ فيها. في كثير من الأحيان، أُعطيت هذه الأخبار اهتمامًا كبيرًا، مع إعلانات واستعراضات تشويقية ترفع التوقعات بشكل غير واقعي. عندما تنتهي هذه المفاوضات بالفشل، يشعر الجمهور بالإحباط، مما ينعكس على الصورة الإعلامية للنادي.

المصداقية الإعلامية: تسليط الضوء على هذه الصفقات الكبيرة يجعل الجمهور ينتظرها بشغف، وعندما لا تتحقق، يتعرض النادي لنقد إعلامي. الإعلام يُمكن أن يكون عنصرًا مهمًا في تعزيز سمعة النادي، لكن إذا كان يبالغ في التوقعات دون أن يستند إلى خطط ملموسة، فهذا قد يؤدي إلى تدهور مصداقية النادي في نظر الجمهور.

الضغط على الإدارة: الضغوط الإعلامية تجعل الأمور أكثر تعقيدًا على الإدارة، التي قد تكون بصدد مفاوضات جدية ولكنها تعاني من صعوبة إتمامها لأسباب متعددة (مالية، سياسية، أو غيرها).

هل يعاني الهلال من مشكلات يتكتم الإعلام عنها؟ مثل بقية الأندية، لا شك أن الهلال - مثل أي نادٍ آخر - يعاني من بعض المشكلات التي قد لا تكون واضحة للجمهور، ويعزى ذلك أحيانًا إلى سياسة إعلامية تتبنى التكتّم أو التقليل من أهمية المشاكل. من هذه المشكلات قد تكون:

الضغوط على اللاعبين: من الممكن أن يعاني الفريق من ضغوط خارجية، سواء كانت إعلامية أو اجتماعية، تؤثر على أدائه.

الاستقرار الإداري والمالي: في بعض الأحيان قد تكون هناك تحديات داخلية تتعلق بالاستقرار الإداري أو المشاكل المالية التي لا يُعلن عنها علنًا.

التعامل مع الإصابات أو النزاعات داخل الفريق: إدارة اللاعبين، خاصة النجوم، قد تظهر بعض الخلافات التي تُخفيها وسائل الإعلام للحفاظ على صورة الفريق.

لكن يجب ملاحظة أن الإعلام في السعودية أصبح أكثر شفافية وحرية في بعض الجوانب، لذا من الصعب تكتم الإعلام عن مشكلات واضحة لفترات طويلة.

 

هل مصلحة الهلال تمجيده دون مناقشة أخطاءه؟

 

التمجيد بدون مناقشة الأخطاء: من الطبيعي أن تسعى الإدارة والمشجعين إلى إظهار النجاح والإنجازات لأن هذا يعكس الروح الجماعية التي تدعم النادي. ومع ذلك، من المفيد أن تتضمن هذه الصورة الجماعية مناقشة الموضوعات التي قد تكون نقاط ضعف للنادي.

الانتقادات البنّاءة: نادٍ كبير مثل الهلال لا ينبغي أن يكون بمنأى عن النقد. قد يساعد نقد الأداء السلبي أو أي أخطاء إدارية على تحسين الوضع مستقبلاً. الصحافة والجماهير يمكن أن تؤدي دورًا هامًا في تسليط الضوء على الأمور التي تحتاج إلى إصلاح، ولكن في إطار من النقد البناء الذي يسعى إلى تطوير الفريق، وليس التقليل من قيمته.

الشفافية: إذا كانت الإدارة تسعى لتقديم صورة مثالية فقط، فإن ذلك قد يؤدي إلى تراجع في الأداء أو غياب الإصلاحات الداخلية. من الأفضل أن تكون هناك مساحة للمناقشة الجادة حول الأخطاء والفرص للتحسين، مع الحفاظ على دعم الفريق بشكل إيجابي.

الاستنتاج: إدارة الهلال ناجحة عمومًا، بالنظر إلى الإنجازات الرياضية والتمويل والاستقرار التنظيمي، لكنها بالطبع تواجه تحديات مثل أي إدارة أخرى.

التعامل الإعلامي مع الصفقات الكبرى كان أحيانًا مفرطًا في التوقعات، ما جعل الفشل في التعاقد مع نجوم مثل ميسي ونيمار يؤثر سلبًا على صورة النادي، خاصةً مع الضغوط الإعلامية.

الهلال قد يعاني من بعض المشكلات التي لا يتم التطرق إليها علنًا، وهذا ليس مقتصرًا عليه بل يشمل الأندية الأخرى أيضًا. لكن من المهم أن يبقى هناك توازن بين الظهور الإعلامي والشفافية.

تمجيد الهلال دون مناقشة أخطاءه قد يكون غير صحي على المدى الطويل، لأنه يحد من فرص التحسين. النقد البنّاء والمراجعة الدائمة للقرارات تعزز من قوة النادي وتجعله دائمًا في المقدمة.

الهلال، ظلمته اللجان بانحيازها له، وظلمه بعض الداعمين الذين جعلوا الجماهير تحلم بأخذه ودعمه وتقويته، وظلمه الإعلام المتعصب.

أرى أن ما حدث هزة سيكون لها توابع نتيجة تصرفات انفعالية، ستؤدي إلى اتساع دائرة التصادم مع الجمهور، وانكشاف المزيد من الخبايا.

وطبعًا، ليس من المستحيل حل المشكلة، على أن يستفيد منها النادي وكل الأندية.