الطاقات السلبية والإيجابية

news image


 

كتب - عبدالله العميره

مدخل مهم:
ماهو الفرق بين النقد البناء والنقد الهدام، أو الهادم.
أو الفرق بين النقد والقدح؟
أو بين المدح والقدح؟
أو بين المدح والإطراء والثناء ؟
هذا ليس استعراضاً لكلمات لسنا بحاجة إليها .
بل؛ في غاية الأهمية أن نعرف الفروقات.
لماذا يتوجب علينا معرف تلك الفروقات؟
لنطور مفهومنا، بأن من المديح ما يهدم، وأن في النقد طلب الكمال.
عندما أكون على خطأ وتمدحني، فإنك تهدمني .. تجعلني أتوقف وأعتقد أنني وصلت إلى الكمال - وهذه هي بداية النهاية.
من أخطر ما يمكن أن يهدم العمل هو والتوقف عن الإبتكاروالتطوير.

 

من تعريفات الطاقة السلبية، و - برأيي - ليس بذاك التعريف الشامل الدقيق.. شبه اتفاق على التعريف من زاوية ضيقة.. تعريفات كثيرة على حصر الطاقة السلبية في نظرة الإنسان للحياة - هذا خطأ كبير.

قيل أن " الطاقة السلبية هي المظاهر السلبية وما يرافقها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وغيرها والتي تؤثر سلباً على حياة الشخص، وهي أيضاً لا تقف عند حدود شخص معين بل تؤثر على كافة العلاقات بينه وبين الناس، بل لها القدرة على اجتياح الأشخاص المحيطين فتصبح السلبية سمة عامة من سمات المجتمع".
هذا التعريف يصلح لتشخيص طبيب نفساني أو اجتماعي لمعالجة حالة مريض.
ولكن في علم نفس الإعلام، التعريف والمعنى والهدف مختلف تماماً.

علم النفس الإعلامي ، هو " تطبيقات حديثة ومتطوره لكل من المعرفة والنظريات النفسية، وفي جوانب كالذكاء والتعلم، والاتصال. وهو يدرس تأثير وسائل الإعلام على عقل الإنسان وانفعالاته وسلوكه، وسيكولوجية الإعلام تعمل في بيئات علمية متعددة ومجتمعة، مثل علم النفس ، وعلم الاجتماع، ودراسات الاتصال والإعلام".

بتحليل دقيق: صفات غير محسوسة، تتكون في كيان الإنسان (روحه وجسده) تشكل شخصية غير مرئية، مليئة الكَهْرَطِيسِيَّة أو الكَهْرُمَغْنِيطِيَّةِ أو الكَهْرَمِغْنَطِيسِيَّة أو الكَهْرُومِغْنَاطِيسِيَّة أو المِغناطِيسِيَّة الكَهْرَبائيَّة، هي فِيزِياء المجالِ المِغناطيسيّ.
قد تولد الكَهْرُومِغْنَاطِيسِيَّة طاقة سلبية، أو طاقة إيجابية.
ينعكس ذلك على الأفكار وطريقة الحديث وطرق فهم الأشياء .. فالأفكار السلبية المستمرة في العقل والتشاؤم والنظرة السلبية بشكل عام للحياة قد تشير إلى وجود طاقة سلبية في الجسم.
( الذكاء في القدرة على تحديد السلبيات، وطرق علاجها).. وليس التشاؤوم وكره الحياة والتطوير!

هكذا نعود للتعريف العام للطاقة السلبية .
أعود لربط الطاقة بعلم النفس الإعلامي.. فيها اختلاف في:
التمييز بين سيطرة الطاقة السلبية على الإنفعالات، وبالتالي ، لن تكون آرائي وأفكاري التي أطرحها صحفياً؛ دقيقة، لأنها - ببساطة - خارجة من نظرة ضيقة ، نظرة خاصتي، وهذه النظرة ليس لها علاقة بالنقد البناء الذي ينشد الكمال.. (أنقد ؛ طلباً للأفضل).

سأذكر بعض الأمثلة لتوضح المقاصد والفروقات.

داخل المستطيل الأخضر، في لعبة كرة القدم ، يوجد 11 لاعب، تحرك جودتهم؛ المهارة، والتدريب، والخطة، والإدارة. 
هل هذا يكفي؟!
لا؛ طبعاً، في علم النفس الإعلامي والرياضي، هذا لايكفي، فهناك متطلبات، لابد أن تتوفر في اللاعبين، وهو اكتمال العوامل النفسية داخل كل لاعب.
وقد يكون الفريق متميز، ولكن بين اللاعبين من يحمل في داخله " طاقة سلبية". فإنه ينشرها بين اللاعبين.
ممكن أن نراه مكتمل الجسد، ومنتظم في التدريبات، ولكنه يتميز بما يُسمى بالتوصيف الشعبي " منحوس"، أو سئ الحظ ( عدم التَّوفيق لأسباب أقوى من الإرادة).
أريد التركيز على هذه الجملة " أقوى من الإرادة" ، فهو لايريد أن يكون تأثيره سلباً، ولا يريد الهزيمة - لكنه أمر خارج عن الإرادة.
وهذا لايعني الإبقاء عليه.. بل يجب إبعاده فوراً.
هذا قد ينعكس على أداء اللاعبين، كلهم ، داخل الملعب.
هل من علاج؟
نعم ..
موضوعنا يتطرق إلى النقد البناء، والنقد البناء، هو من أجل البحث عن الأفضل.. من أجل الكمال.
هذا اللاعب الحامل للطاقة السلبية، ممكن أن يتوافق (إيجابيا) مع لاعبين في فريق آخر.
لذلك العلاج ، في إبعاد المؤثر سلباً، ونقله إلى مكان آخر، أو نادي آخر. قد تحترق الطاقة السلبية عنده وتتحول إلى إيجابية أو صفر .
لا أريد أن أسمي لاعب بعينه ( وإن كان يحضرني تماماً!)،  ولكنني أرى لاعبين يحملون طاقات سلبية في بعض الأندية، وفي النصر - مثلاً - تتجلى الطاقة السلبية - حالياً في إثنين ، وأكثرهم تأثيراً سلباً على النتائج  نتيجة  تكبيل اللاعبين بوجود لاعب - عندما يكون في الملعب في منطقة الدفاع - ينشر طاقته السلبية - طبعاً من غير إرادته على كل اللاعبين، وبالذات على اللاعبين المهاجمين.
(عندما يكون حامل الطاقة السلبية مهاجماً، فإن الأثر الرئيسي يتصل مع الدفاع والحراسة .. وهكذا )
لكن قصة النصر في لاعب في الدفاع، وآخر في الهجوم!
وهكذا لاعبين في الهلال والأهلي والإتحاد.. والبقية.
هو علم نفس، وليس علم نحس!!
علم النفس: البرنامج الذي يُركِّز على الدراسة العلمية للسلوك الفردي والجماعي.
أما " النحس" فهو يدخل في عالم الخرافة، وهذا يخالف العقيدة، وليس من العقل الحضاري العلمي.
مما لا شك فيه أن وجود" الطاقة السلبية" يؤدي إلى خسارة الفريق، أوحصوله على فوز بشق الأنفس، بمضاعفة الجهود، وتحدي بقية اللاعبين لإرادة التكبيل في الملعب.
ومثل ذلك العمل في الشركات والمؤسسات..
من مؤشرات الطاقة السلبية، شعور الأشخاص حول المصاب ؛ بالتكبيل.
وهذا - أيضاً - ينسحب على الموظفين في بعض الشركات والمؤسسات.
عندما تفشل المؤسسة - أي مؤسسة - عليها التفتيش عن الطاقات السلبية.
وأحذر من الخلط بين من ينتقد للصالح العام - من أجل الكمال. وبين المثبط.
وايضاً الحذر من إدخال الأهواء الشخصية والعلاقات الخاصة والإرتياح لشخص لأنه دائم الإشادة بك، أوما نسميه " التوافق الكيميائي" وبين العمل الجاد المنتج.
أنا شخصياَ ، أفضل المشاكس (الشخص العملي المبدع المتحرك)، والشخص الصادق في رأيه ونصيحته، المتعلم، المبتكر، المبدع.. من الشباب والشابات، وأصحاب الخيرة من متطوري العقول (الخبير المتطور غايتي).
وبطبيعة الحال.. المتفرغ للعمل المنتج،  المهذب مع نفسه وزملائه - صاحب الطاقة الإيجابية.