ماذا يحدث في السودان؟

news image

كتبت - سونا صلاح الدين:

قد يبدو السؤال للوهلة الأولى انه استفسار او استنكار أو استغراب لما يحدث في السودان من اضطرابات سياسية وعدم استقرار الاوضاع هناك، وقد يكون هذا صحيحا ، لكن وبعيدا عما يحدث فالسؤال هنا يعني أن ما يحدث الان في السودان يعد طفرة كبيرة سواء في صناعة السينما وانتعاش الدراما ، والصعود السريع في صناعة عروض الازياء ، واقامة المهرجانات المختلفة... وأخيرا عالم الأعمال الذي شهد تحولا كبيرا بدخول الشباب و رواد الاعمال الجدد الى السوق السوداني بأفكار وطرق جديدة ومبتكرة ، قد تغير معه عالم الأعمال والاستثمار والصناعات التقليدية وما هو متعارف عليه، و قد يتحتم عليه رسم خارطة جديدة للاقتصاد ، خاصة مع احتكار بعض الاسماء اللامعة في عالم رجال الأعمال في السودان واستحواذه على النصيب الأكبر من الاستثمارات والصناعات والانتاج لفترة طويلة ، والذي سيؤدي لفتح آفاق أوسع لدخول  صناعات جديدة للسوق السوداني ومن ثم تصديره الى الأسواق الخارجية بشكل جديد.
ما يميز رواد الأعمال الشباب هو معرفتهم التامة ودراستهم للسوق العالمي والمحلي،  وادراكهم التام لحجم الموارد والثروات التي يحظى بها السودان ، وكيفية تحويلها الى صناعات تواكب التطور والحاجة الفعلية
للسوق العالمي ، خاصة بعد توجههم واعتمادهم على التكنولوجيا والعالم الرقمي ، مما فتح أمامهم طريقا  واسعا للتسويق وتصدير المنتجات بشكل وصناعات جديدة  سواء زراعية - حيوانية – منسوجات وغيرها  الكثير.
وقد ساعد النمط التقليدي للتفكير والعقلية التجارية الغير قابلة للتطور والتغيير لبعض رجال الأعمال و المستثمرين في السودان، فيما يقدموه من صناعات أو طرق تسويق حديثة ومبتكرة ،( قد يرجع ذلك ايضا لغياب المنافسة الفعلية في السوق ) الى دخول رواد الاعمال الشباب بأفكار وطرق حديثة وجديدة تناسب العالم الرقمي الجديد ، تقوم على أسس وقواعد مختلفة ، لا يخشون معها المخاطرة في ظل وضع سياسي واقتصادي مضطرب وغير مستقر ، لكنهم يؤمنون بأن المخاطرة نصف النجاح ، وأن النجاح في ظل الأزمات ما هو الا فرصة تم اغتنامها لصالحهم . زد على ذلك أن التوجه لريادة الأعمال أصبح مطلوبا بشكل كبير عالميا من قبل المستثمرين ممن يمولون المشاريع الناشئة لحداثة الفكرة او غرابتها واهميتها ، ومواكبتها لعالم الأعمال الجديد والذي تغير وتطور كليا بعد جائحة الكورونا.
ان ما يحدث في السودان اليوم هو بداية انجاز حقيقي لشعار اتخذه الشباب دافعا لهم لبناء سودان جديد تحت  شعار #حنبنيهو ، لوضع أسس وقواعد جديدة لعالم أعمال مختلف كليا سيعمل على انعاش الاقتصاد ومن ثم تقويته خاصة ان وجد الدعم من الدولة ، ليكون السودان في وضع أفضل بما يملكه من ثروات تريد فقط من يعمل على استخراجها والنهوض بها لتدور عجلة الانتاج ويكون منتجا وأفراده منتجين ، ويغزو الانتاج الأسواق العالمية ولنكتب ونقول بكل فخر ( صنع في السودان ) .

موضوع ذو صلة