تحذيرات من تأثير انخفاض احتياطات النفط على أمن الطاقة العالمي

 

مروة شاهين - بث: 
حذر تقرير ريستاد إنرجي الدولي، المعني بشؤون الطاقة، من حدوث انخفاض كبير في موارد النفط القابلة للاستخراج فيما يمكن أن يوجه ضربة كبيرة لأمن الطاقة العالمي، مشيرا إلى أن إجمالي النفط القابل للاستخراج العالمي الآن يبلغ ما يقدر بـ1.572 مليار برميل بانخفاض قدره 9 في المائة تقريبا عن العام الماضي و152 مليار برميل أقل من إجمالي 2021.
وقدر التقرير الذي نشر أمس، الانخفاض في الاحتياطيات إلى 30 مليار برميل من النفط تم إنتاجها العام الماضي، إضافة إلى انخفاض كبير في الموارد غير المكتشفة لتصل إلى 120 مليار برميل حيث أسهم القطاع البحري الأمريكي بأكبر إجمالي في هذا الانخفاض مع بقاء 20 مليار برميل من النفط في الأرض، ويرجع السبب في ذلك إلى حد كبير إلى حظر التأجير على الأراضي الفيدرالية.
وأوضح أن الانخفاض في توافر الاستثمارات النفطية يهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في مشهد الطاقة المحفوف بالمخاطر، ولا سيما وأن العالم بحاجة إلى مزيد من كل الموارد لتلبية الطلب المتزايد على النقل، حيث إن أي إجراء لكبح العرض سيؤدي إلى نتائج عكسية بسرعة على أسعار المضخات في أنحاء العالم بما في ذلك كبار المنتجين مثل الولايات المتحدة.
وأشار التقرير إلى أنه يمكن للسياسيين والمستثمرين تحقيق النجاح من خلال استهداف استهلاك الطاقة وتشجيع كهربة قطاع النقل وتحسين كفاءة الوقود بشكل كبير.
بدوره، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أن هناك تزايدا في حالة عدم اليقين في الأسواق بسبب الاضطرابات العالمية والعقوبات على قطاع الطاقة الروسي، موضحا أنه على الرغم من توقعات بالضغوط على الطلب، تتزايد المشاعر الصعودية في أسواق النفط.
وأشار التقرير إلى تأثر إنتاج النرويج في الخارج بشدة بالإضرابات في المصافي، حيث يبدو أن سوق النفط تحت الحصار من جميع الجهات من الضيق الأساسي في المعروض إلى نقص الاستثمار، إضافة إلى الاضطرابات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا.
ونوه إلى موافقة تحالف "أوبك +" على الحفاظ على زيادة قدرها 648 ألف برميل يوميا في هدفها الإنتاجي لآب /أغسطس المقبل مع الحفاظ على التزامها دون تغيير، على الرغم من تزايد الأدلة على أن الطاقة الفائضة داخل المجموعة النفطية قد تضاءلت إلى أدنى مستوى لها منذ أعوام.
واهتم التقرير بانهيار مفاوضات الصفقة النووية الإيرانية، وأنه بحسب مسؤولين أمريكيين، فإن احتمالات إحياء الاتفاق النووي الإيراني أقل، حتى بعد محادثات الدوحة التي عقدت الأسبوع الماضي أكثر من ذي قبل، واصفين المفاوضات بأنها "تسير في الماء".
وأبرز عودة الاتحاد الأوروبي القوية إلى الاعتماد على الوقود الأحفوري، وفي ضوء إحصاءات أوروبا لعام 2021 التي نشرتها "يوروستات " أصبح الوقود الأحفوري مرة أخرى أكبر مصدر لتوليد الطاقة في الاتحاد الأوروبي مدفوعا إلى حد كبير بزيادة قدرها 4 في المائة على أساس سنوي في استخدام الغاز على الرغم من ارتفاع سعره.
وأوضح التقرير أن إنتاج "أوبك" من النفط الخام انخفض في حزيران /يونيو مقارنة بأيار مايو بسبب انقطاع الإمدادات في كل من ليبيا ونيجيريا وأن الدول العشر المنتجة الأخرى المشاركة في اتفاقية "أوبك +" رفعت إنتاجها المجمع بمقدار 20 ألف برميل فقط في اليوم في الشهر الماضي.
ولفت إلى أن جميع أعضاء "أوبك" الـ13 – بما في ذلك ليبيا وإيران وفنزويلا المستثناة من الاتفاقية – شهدت انخفاضا في إنتاجها الجماعي بمقدار 100 ألف برميل يوميا على أساس شهري في حزيران /يونيو إلى 28.52 مليون برميل يوميا، موضحا أنه بموجب اتفاق "أوبك +" تستهدف عشر دول في "أوبك" زيادة إنتاجها في حزيران /يونيو بمقدار 275 ألف برميل يوميا.
وأضاف التقرير أنه في الشهر الماضي شهدت ليبيا – وهي ليست جزءا من اتفاق "أوبك +" – أكبر انخفاض في الإنتاج تليها نيجيريا، حيث تشير التقديرات إلى انخفاض الإنتاج بما يراوح بين 80 ألف برميل يوميا و100 ألف برميل يوميا، كما تراجع أيضا الإنتاج والصادرات من العراق ثاني أكبر منتج في "أوبك".
ولفت إلى أن تراجع إنتاج "أوبك +" يرجع إلى العقوبات الغربية على روسيا وقيود الطاقة لدى عديد من المنتجين الآخرين غير القادرين على الضخ للحصص المطلوبة، مبرزا تأكيد "أوبك +" أن قرار المجموعة في ختام الأسبوع الماضي بزيادة الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميا لآب /أغسطس يعد تأكيدا على التزامها بخططها السابقة التدريجية، التي من خلالها ستكون قد تراجعت فعليا عن جميع التخفيضات التي بدأتها في أيار/ مايو 2020 استجابة لانهيار الطلب.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط وسط مخاوف مستمرة من ركود الطلب ألقت بظلالها على المعنويات ووضعت الخام القياسي على مسار تكبد ثالث خسارة أسبوعية على التوالي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 20 سنتا أو 0.2 في المائة، إلى 108.83 دولار للبرميل، متخلية عن مكاسب بأكثر من دولار في وقت سابق من الجلسة. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم آب أغسطس 37 سنتا أو 0.4 في المائة، إلى 105.39 دولار للبرميل، ليتخلى هو أيضا عن مكاسب سابقة خلال الجلسة بلغت نحو دولار، وانخفض الخامان بنحو 3 في المائة، الخميس.
ووافق تكتل "أوبك +" الذي يشمل منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجين مستقلين منهم روسيا على الالتزام بسياسة الإنتاج المطبقة بعد اجتماعات استمرت يومين، لكن التكتل تجنب مناقشة سياسة الإنتاج بدءا من أيلول /سبتمبر وما بعده.
وكانت "أوبك +" قد قررت زيادة الإنتاج شهريا بمقدار 648 ألف برميل يوميا في تموز /يوليو وآب /أغسطس في زيادة الإنتاج 432 ألف برميل يوميا على أساس شهري.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 3 هذا الأسبوع، حيث تراجع إجمالي عدد الحفارات إلى 750 هذا الأسبوع – 275 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
وأشار التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى ارتفاع حفارات النفط في الولايات المتحدة بواقع 1 هذا الأسبوع إلى 595، كما انخفضت منصات الغاز بمقدار 4 إلى 153، بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها عند 2.
ولفت التقرير إلى بقاء عدد الحفارات في حوض بيرميان على حاله هذا الأسبوع عند 349، بينما انخفض عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار 4 إلى 68 وسجل عدد حفارات النفط والغاز في بيرميان أعلى بـ112 مما كانت عليه هذه المرة من العام الماضي.
ونوه التقرير إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12.1 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 24 حزيران /يونيو وهو أعلى مستوى منذ نيسان/ أبريل 2020 عندما انتشر الوباء.
هذا و قد حذر محللو بنك JPMorgan Chase من أن أسعار النفط العالمية قد تصل إلى 380 دولاراً للبرميل إذا دفعت العقوبات الأميركية والأوروبية روسيا إلى خفض إنتاج الخام.
ويتوقع محللو البنك أن خفض الإمدادات اليومية الروسية بمقدار 3 ملايين برميل سيرفع أسعار خام لندن القياسي إلى 190 دولاراً، في حين أن السيناريو الأسوأ البالغ 5 ملايين قد يعني 380 دولاراً للخام.