إرهابُ الحرس الثوريّ قد يُطيح بالإتفاق النووي الإيراني

مروة شاهين - بث:
يقول دبلوماسيون، إن الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 تتوقف الآن على القضية الأكثر حساسية من الناحية السياسية في المفاوضات، أي ما إذا كان سيتم إزالة تصنيف الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني ارهابياً.
إرهاب الحرس الثوري يُحدث خلافات بين الحلفاء:
تثير هذه القضية معارضة داخل أطراف الاتفاق النووي لا سيما في واشنطن و حلفائها في الشرق الأوسط، حيث أصدرت الحكومة انتقادات علنية لاذعة لأي محاولة لإزالة تصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه إرهابي.
ويقول مسؤولون أمريكيون كبار إن الفشل في التوصل إلى حل وسط مع إيران بشأن هذه القضية بسرعة يمكن أن يتسبب في انهيار المفاوضات التي حلت على مدى عام تقريبا كل الخلافات الأخرى التي كانت تعيق الاتفاق.
واتهمت الولايات المتحدة الحرس الثوري بقتل مئات الأمريكيين، في حين زوّد فيلق القدس التابع له أسلحة ودعما الأذرع الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة وللجماعات الموالية لإيران التي قاتلت في سوريا و لا سيما حزب الله اللبناني المصنّف ارهابياً، بالإضافة إلى ميليشيات أخرى كفاطميون العراقية، و ميليشيا زينبيون الافغانية إضافة الى حزب الله العراقي، والحوثيين في اليمن. ويواجه الحرس الثوري منذ فترة طويلة عقوبات أمريكية بسبب برامجه للصواريخ الباليستية و مزاعم محاولات تطوير اسلحة دمار شامل.
الاتفاق الجديد قد يُنقذ أسواق الطاقة:
و يعوّل الكثيرون على التوصل لاتفاق نووي مع إيران ما قد ينعكس سريعا على استقرار أسواق الطاقة حيث قد يسمح الاتفاق بعودة الإمدادات الإيرانية من النفط إلى أسواق الطاقة، ولكن رغم التقدم في المفاوضات والذي أكده كافة الأطراف، إلا أن المبعوث الأميركي لإيران قال: «لست واثقا من قرب التوصل للاتفاق النووي، وأضاف الكثير من العقوبات على إيران ستستمر رغم الاتفاق النووي».
وقال المبعوث الأمريكي: « نعمل مع دول المنطقة لتخفيف التوترات بعيدا عن الاتفاق النووي، ولكن لا يمكن تقديم ضمانات حول ما قد تفعله أي إدارة مستقبلية».
و من المقرر أن يلتقي دبلوماسي الاتحاد الأوروبي بقيادة إنريكي مورا وعلي باقري كبير المفاوضين الإيرانيين في طهران حيث يأمل في أن يعمل على ردم الفجوات المتبقية في المفاوضات.
ويتولى الاتحاد الأوروبي دور المنسّق في المباحثات الهادفة لإعادة العمل بالاتفاق عبر عودة واشنطن الالتزام مجدداً ببنود الاتفاق ورفع العقوبات التي عاودت فرضها على إيران بعد انسحابها، وامتثال الأخيرة مجددا لكامل بنوده بعد تراجعها عن الكثير منها ردا على الخطوة الأميركية.
إسقاط اللقب الإرهابي عن قادة الحرس الثوري، مطلب ايراني اساسيّ:
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن إسقاط الولايات المتحدة التصنيف الإرهابي عن الحرس الثوري هو من ضمن المسائل القليلة العالقة في المباحثات من أجل الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وشدد على أن إيران تريد إسقاط التصنيف على الرغم من أن قادة الحرس طلبوا ألا تكون المسألة عقبة أمام الاتفاق بحال كان يضمن مصالح طهران.
وقال أمير عبداللهيان إن «موضوع حرس الثورة هو بالطبع جزء من مفاوضاتنا»، وأضاف في حوار مع التلفزيون الرسمي الإيراني «في الوقت الراهن المشكلة تكمن في بعض القضايا المهمة العالقة بيننا وبين الولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن التنصيف هو “من المواضيع التي لا تزال على جدول الأعمال».
وأكد أن عددا من مسؤولي الحرس طلبوا من الخارجية بالقيام بما هو ضروري توافقا مع المصالح الوطنية للبلاد، وفي حال وصلنا إلى نقطة تتم فيها إثارة مسألة حرس الثورة، يجب ألا تكون مسألة حرس الثورة عقبة أمامكم.
و قال أن هؤلاء المسؤولين يضحّون بقوله إنه اذا وجدتكم أن مصلحة البلاد محفوظة في الاتفاق، لا تجعلوا موضوع حرس الثورة اولوية، إلا أنه قال «إضافة الى النقاط الأخرى التي لا تزال عالقة لن نجيز لأنفسنا بأن نبلغ الولايات المتحدة بأننا مستعدون للتخلي عن موضوع حرس الثورة على رغم الإذن الممنوح لنا من المسؤولين الكبارفيه».
و أضاف وزير النظام الإيراني إن التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج بلاده النووي قد يحدث في أي وقت إذا اعتمدت واشنطن نظرة واقعية للأمور على حد قوله، مشيرا إلى أن مسألة رفع العقوبات عن طهران لم تتم تسويتها بالكامل.
لكن عبد اللهيان حذر من أن استعداد طهران لما وصفه باتفاق جيد وقوي ومستقر لن يكون على حساب خطوط إيران الحمراء - وفق قوله.
وأتت تصريحات أمير عبد اللهيان قبل ساعات من وصول دبلوماسي الاتحاد الأوروبي انريكي مورا إلى طهران حيث يأمل في أن يعمل على ردم الفجوات المتبقية في المفاوضات.
وأدرج الحرس على هذه القائمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2019 بعد عام من انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع القوى الكبرى بشأن برنامج إيران النووي، و الذي تم عقده مع إيران و الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن بالإضافة إلى المانيا الاتحادية في عهد الرئيس الاميركي الأسبق باراك اوباما.
لكن مسؤولين أميركيين أبدوا حذرا أكبر في تقييمهم لمساعي إحياء الاتفاق المبرم عام 2015، والذي يحد من برنامج إيران النووي مقابل رفع عقوبات اقتصادية مفروضة عليها.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأربعاء إن الولايات المتحدة وحلفاءها أحرزوا تقدما في محادثات إيران النووية، لكن لا تزال هناك مشكلات قائمة، ومن غير الواضح إن كانت ستحل.
وكانت المحادثات في فيينا بجولتها الأخيرة قد اقتربت من التوصل إلى اتفاق عندما طرحت روسيا على الولايات المتحدة مطالب في الدقائق الأخيرة، وأصرت على الحصول على ضمانات بألا تضر العقوبات المفروضة على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا بتجارتها مع إيران.
الولايات المتحدة تستبعد شطب الحرس الثوري من قوائم الإرهاب:
في هذا السياق أكّد المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي، أن الحرس الثوري الإيراني سيبقى ضمن العقوبات، وهذه مسألة مختلفة عن الاتفاق النووي.
و قال مالي : «أنّنا نجري مشاورات مع الدول الصديقة في المنطقة، منها قطر وعمان، لإنجاح مفاوضات الاتفاق النووي و أنّ جهودنا في المنطقة، وسعينا لخفض التوتر فيها، ستستمر حتى إذا فشلت مفاوضات فيينا معتبرًا أنّه لا يوجد تغير في موقف واشنطن بشأن الاتفاق النووي، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا».
و قال مالي، أنّه لا يمكن تقديم ضمانات حول ما قد تفعله أي إدارة أميركية مستقبلية، مشيرًا إلى أنّ اذا تم التوصل إلى اتفاق نووي، فسيكون وفق 5+1 بما في ذلك روسيا رغم حربها على أوكرانيا.