الحروب .. الأهداف الخاصة - أم كرامة الشعوب وحياتهم ؟.. أوكرانيا مثال

كتب - عبدالله العميره
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصر على تحقيق أهدافه.. ويتقدم بجيشه إلى المدن الأوكرانية. والرئيس الأمريكي بايدن يصر على محاربة روسيا بالوكالة ، من خلال الرئيس الأوكراني، والزعامات الأوروبية..
ولا بوادر - حتى الآن - للقاء، لإيقاف نزيف الحرب وتشريد البشر وتجويعهم!

في المقابل، يشيع الإعلام؛ تدمير في أوكرانيا، وتهجير الملايين.
في ذات الوقت؛ كل ما يقرره قادة الغرب بقيادة جو بايدن؛ فرض عقوبات.
والواقع أن العقوبات لاتجدي ، ولنا في التجارب موعظة.. فالعقوبات هي وقود لإضرام المزيد من نيران الحروب..

سنتوقف عند العقوبات الغربية على روسيا.. ونطرح عدة أسئلة، وبعض الحلول التي يقرأها الرأي العام، في نهاية المقال :
1- من المتضرر ؟ : بوتين وبايدن ، أو الشعب الروسي، والشعب الأمريكي وشعوب أوروبا، وشعوب العالم؟
(أعرف أن الطبيعي في الزعماء، قيادة شعوبها إلى الأمن والرخاء، والدفاع عن بلادهم ضد أي تهديد )..
لكن .. كيف؟
الإجابة على هذا الإستفهام هو لب الكلام - وسنأتي على ذلك ضمناً..
2- لو خسر بوتين المعركة؛ هل سيتم إلغاء العقوبات لتعود الحياة للشعب الروسي وشعوب العالم بشكل أفضل، أو كما كانت عليه؟ أم سيصر المنتصر على تدمير الأرض ومن عليها، وفرض الهيمنة بالقوة المدمرة للشعوب؟
3- لماذا يصر الرئيس الأوكراني على الإستمرار وسط هذا الدمار الهائل، والتهجير للشعب الأوكراني المتزايد؟ .. المسألة لاتتعلق بالكرامة.. إلا إذا كان يقصد كرامته هو، أما شعبه فهو في أرذل حال الإهانة / شعب مهجر مشرد هائم على وجهه خارج أرضه ؟!
4- من يدفع بالرئيس الأوكراني إلى الهاوية؟
5- ماهو حجم المساعدات الغربية للشعب الأوكراني / أكرر؛ للشعب الأوكراني؟ مقابل ما يعلن عنه من دعم عسكري لزيلينسكي لمواجهة الروس؟
6- مما يخاف الغرب؟ من التمدد الروسي في القوة والإقتصاد، أو من خسارة الغرب لمكاسب خاصة ؟
7- هل الحرب “بالوكالة” هي السبيل ليحافظ الغرب على مكتسباته؟
8- أليس من الأولى التصالح مع روسيا، وتبادل المنافع، بدلاً عن تبادل القصف بالنيران؛ الخاسر الوحيد فيها الشعوب؟
9- لماذا الغرب؛ مازال على فكر” الحروب”؟ هل الغرب ضعفاء سياسياً، ولذلك يفضلون اتباع أسلافهم بقتال الآخرين؟
10- لماذا يستخدم الغرب الذي يقول أنه يدافع عن الإنسان ويحميه، ويحمي حريته، لماذا يستخدم معايير و”مكاييل ” مختلفة ومتناقضة؟ .. في أوكرانيا مكيال، وفي الشرق الأوسط مكاييل أخرى، وفي مناطق آخرى - في أفريقيا، وبلدان فقيرة؛ مكيال؟
_____
كل الأسئلة السابقة، وغيرها؛ مفهوم معظم إجاباتها..
الخلاصة؛ هل يمكن أن يكون الحوار هو الطريق الأسلم؟
ماذا عن الشعب الأوكراني؟ أين موقعه من تلك المعارك العسكرية والإقتصادية؟
هل يمكنه أن يقول كلمته؟ هل يمكن أن يؤخذ برأيه؟
_____
والحل؟
هو ما تريده الشعوب.. بالحوار والإتفاق.
أليس الطرف الأساسي هم الشعوب؟ وهنا نعني الشعب الأوكراني؟
أكرر: هل بيده أن يتم أخذ رأيه واهتماماته وإرادته في تلك المواجهات؟
_____
نسمع بايدن وهو “يتباكى” بين مجموعة من المهاجرين / المشردين .. أليس هو من أسباب ما آل إليه هذا الشعب المكلوم؟ ( منتهى الإنسانية !).
من الأولى بالإهتمام: الشعوب أم المصالح الخاصة للحكومات؟

لماذا تُستخدم الشعوب، ويتم المتاجرة بحياتهم البائسة بشكل ” مقزز ” لمصالح خاصة. وكأن العالم لايفهم، ولايملك قلوباً إنسانية متعاطفة مع الناس قبل أن يستخدم “بايدن” وغيره براءة الأطفال المشردين لتحقيق أهدافاً لا إنسانية؟!
كان من الأولى به أن يساعدهم على البقاء في منازلهم معززين مكرمين، بدلاً عن محاصرة “الدب الروسي” ومشاكسته. كان الأولى أن يتم إزالة كل أسباب الخلاف بكل وسائل (العقل الدبلوماسي الفذ !) للحفاظ على كرامة الناس وحياتهم.

من يمثل الشعب الأوكراني - اليوم - لتتحقق مطالبه، وأولها السلام، والعيش بكرامه على أرضه؟
( ركزوا على السؤال السابق جيداً)
_____
من يقرأ أنني متعاطف في هذا المقال نحو طرف على حساب طرف آخر، فهو مخطئ..
التعاطف الوحيد؛ هو مع الشعب المكلوم..
فمن ينصفه؟ وينصف الشعوب المظلومة والمنكوبة بزعامات حقيقية أو ” أراجوزية” تتحرك وفق أوامر شيطانية خارجية؛ لاهم لهم إلا المناصب والفوائد الخاصة؟

الا تستحق الشعوب أن تضحي ” القيادات” بالمصالح الخاصة، من أجل المصالح العامة؟
السؤال الأخير من شقين:
1- هل هناك عداوة بين الشعوب؟ الإجابة الطبيعية: (لا) .. إذاً من يضرم لهيب العداء ويشعل نيران الحروب والعبث في العالم؟
2- لو إنطفأت نيران الحرب في أوكرانيا، أو في أي مكان أشعلها العقل الإرهابي، هل يوجد عداء بين الشعوب، وهل تهتم الشعوب بما رسمه الكبار، أم أن الأهم هو حياتهم واستقرارهم وكرامتهم؟
_____
آخر تصريحات الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن اليوم السبت، خلال زيارته إلى بولندا، في رساله لروسيا: “لا تفكروا حتى في التقدم بوصة واحدة داخل أراضي حلف شمال الأطلسي (الناتو)”.
( هذا قول بايدن)
وبوتين ألن منذ اليوم الأول أنه يريد حماية روسيا من الجوار والسلام. وأنه لايطمع في أوروبا..
( إذا ، المفترض أن تتوقف العمليات والحشد الأمريكي الأطلسي - فقد وضحت الغايات، ويمكن البناء عليها في حوار سلمي، ينتهي إلى اتفاق ( أنت في حالك واتركني في حالي - ولا أحد يهدد أحد).
ولكن بايدن لم يتوقف عند ذلك التصريح، الذي أبدى فيه تخوفه من هجوم روسيا على دول شمال الأطلسي.
بل أردف بوصفه مقاومة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية بأنها جزء من “معركة عظيمة من أجل الحرية”، داعيًا العالم إلى الاستعداد “لمعركة طويلة” !
هذا يعني عدم ثقة، ويظهر نوايا غير طيبة.
ومن الواضح أن الثقة بين روسيا والغرب شبه مفقودة.
فمن يستطيع أن يعزز الثقة، لبدء حوار ينتهي إلى أمان - تريده الأطراف السياسية (كما يقولون).. ويحقق الرغبة الحقيقية للشعوب؟
أين العقول ؟!
_____
السؤال الذي يهمنا، والمتعلق بمنطقتنا:
هل ستفتح - نهاية تلك الحرب - حلولاً لمشكلة الشرق الأوسط؟
أم أنه فيلم مكرر عبر الزمن في كل مكان ، ينتهي بالمتغطرس إلى “مزبلة التاريخ”؟
_____
كانوا يصفون العرب بالهمجيين والإرهابيين..
فمن هو الهمجي، زالإرهابي مرهب الدول والشعوب؟!