منوعة
اقتصاد - شركات
رياضة - ترفيه
اللواء الرحيلي.. بطل مؤثر في العالم
كتب - عبدالله العميره
قصة؛ يمكن أن نقرأ منها جزء من تاريخ تركيا المتعلق بالإختطافات والإغتيالات.والدولة العميقة، والممر لكل شبهة وتظليل، وعبث بالمنطقة والعالم.
القصة تتعلق بتركيا وروسيا، وبقدرما بينهما من مماحكات، بالقدرالذي يمكن أن نخرج من هذه القصة بأبعاد تتعلق بالجريمة، ونهايتها التي لاتروق لمنظمي الجريمة.
وبالقدر نفسه، تعطي هذه القصة الحقيقية دروساً في نهاية الجريمة مهما طالت. وتعطي بعداً إنسانياً، ويمكن أن تشكل لبنة ضمن قاعدة صلبة في بناء علاقات قوية بين الدول الرشيدة.
القصة
قبل نحو 20 عاماً.. نجح السعوديون في تخليص طائرة روسية مدنية من خاطفين.
وكان رجلان يقال إنهما من أصل شيشاني قد اختطفا طائرة مدنية روسية من طراز توبولوف 154 ومملوكة لشركة طيران فنوكوفي الروسية، الساعة الحادية عشرة وسبع وخمسين قبل ظهر الجمعة بتوقيت جرينتش بعد قليل من اقلاعها من اسطنبول في رحلة إلى موسكو واجبارها على الهبوط بمطار المدينة المنورة في 21 ذو الحجة 1421، 16 مارس 2001.
وقد اتجهت الطائرة بعد اختطافها إلى قبرص، ثم دخلت الأجواء المصرية، وأجبر الخاطفون قائد الطائرة على لإتجاه بها إلى مطار المدينة المنورة.
وقت ذاك قال ألكسندر كليموف الرئيس التنفيذي لشركة فنوكوفو ان خاطفي الطائرة طلبا انهاء حملة روسيا العسكرية في الشيشان.
وأضاف كليموف ليست لدينا معلومات بعد عن جنسية الخاطفين.. وما إذا كانا شيشانيين أم من جنسية أخرى لكننا نرتب أنفسنا بناء على حقيقة ان أحد مطالب الخاطفين هو انهاء الحرب في الشيشان.
لكن وكالة تقول انها مصدر بيانات الثوار في الشيشان نفت أي علاقة للثوار باختطاف الطائرة. فقد جاء في بيان بثته وكالة شيشان برس من تفليس عاصمة جورجيا، أنه لا توجد أي علاقة للهياكل الرسمية في الشيشان بهذا الحادث وسائلنا للقتال لاتشمل احتجاز الرهائن والابتزاز.
وقالت الوكالة ان اختطاف الطائرة قد يكون من تدمير أشخاص يتحركون من تلقاء أنفسهم أو جزء من حملة الدعاية الروسية المضادة للشيشانيين.
وتشن روسيا حينذاك حملة عسكرية في الشيشان خلال أربعة أعوام.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن مساعد بالكرملين قوله ان طاقم الطائرة تحصن في قمرة القيادة.
وقال اندريه بكلانوف السفير الروسي لدى الرياض لتلفزيون «أو.أر.تي» الروسي ان الخاطفين حاولا دون جدوى اقتحام قمرة القيادة.
وقالت شركة فنوكوفو ان الطائرة تقل 162 راكبا منهم 98 روسيا وطاقما من 12 فردا. وقالت وزارة الخارجية الروسية ان قائمة الركاب تشمل 59 تركيا. ولم تعرف بعد جنسية باقي الركاب.
وقال الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتشكيل فريق من مسؤولين كبار لمواجهة الأزمة. ولكن الخطة لم تفلح.
وجاء الحسم من السعودية.. عندما تقدمت فرقة إقتحام بقيادة اللواء علي الرحيلي، وتم تحرير الطائرة بنجاح باهر.
اللواء السعودي علي الرحيلي، قائد عملية تحرير الطائرة؛ توفي يوم الأربعاء 13 صفر 1442 هـ الموافق 30 سبتمر 2020، بعد معاناة مع الفشل الكلوي، وقد تم دفنه في المدينة المنورة.
استذكر اسم هذا البطل، بعد وفاته (قبل يومين)، واهتمام الإعلام الروسي باسمه.
غفر الله للبطل السعودي اللواء علي الرحيلي.
وغفر الله لكل الأبطال ، الذين عملوا بصمت وصبر، وقدموا أرواحهم لوطنهم وللإنسانية.
مثل هؤلاء، هم من يجب أن تخلد أسماؤهم، إعتزازاً وتقديراً.
يسنحقون كل تقدير، ليس لأنهم قدموا خدمات فريدة ورحلوا، بل لأنهم يتركون أثراً طيبا على العالم.. قد لايكتشف إلا بعد حين،لأسباب عديدة!
وأعمالهم رسالة إعلامية مهمة عن المملكة وشعبها.
وكم من الأبطال السعوديين غابو، ولكنهم باقين بأعمالهم.
وأعمالهم لها دلالات، لايجب أن تمر مرور الكرام.
بقدر ما يستحقونه من تكريم مستدام؛ هي جزء من الدبلوماسية الشعبية المؤثرة.
التذكير بالأبطال السعوديين بخاصة على مستوى العالم؛ يساوي ألف برنامج ( شو ) وألف صورة ، وأضعافها من الكلمات.
وخير ألف مرة من تلميع شخوص، ويقال عنهم (مؤثرون) وهم لم يقدموا شيئاً يستحق الذكر.