الهذرلوجي .. فاصل فكاهي

news image

 

 

كتب – عبدالله العميره

 

"هذر" تشير إلى الكلام الذي يكون بلا فائدة أو غير مهم، وغالبًا ما يُستخدم للتعبير عن الحديث الذي لا يحمل معنى أو يكون غير منظم. قد يُقال "هذر" عند وصف شخص يتحدث كثيرًا دون هدف أو نتيجة.

أما كلمة "لوجيا"، فهي جزء من مصطلحات تُستخدم للإشارة إلى "العلم" أو "الدراسة" في العديد من المجالات. تأتي الكلمة من اليونانية حيث تعني "دراسة" أو "علم". تجدها في الكثير من الكلمات مثل:

بيولوجيا: علم الحياة.

سوسيولوجيا: علم الاجتماع.

أنثروبولوجيا: علم الإنسان.

"هذرلوجيا" كـ "دراسة الهذر" هي الكلام الذي لا فائدة منه أو الذي يتم تداوله بشكل عشوائي دون هدف. يمكننا اعتبارها نوعًا من "العلوم"، وربما يتم تدريسها في الجامعات.

 

كيف تكون هذرلوجيًا؟ ولماذا؟

 

أن تكون "هذرلوجيًا" يعني ببساطة أن تتحلى بقدرة استثنائية على الهذر والكلام بلا فائدة! لكن إذا أردت أن تكون "هذرلوجيًا" بشكل فكاهي، فإليك بعض الخطوات:

لا تتوقف عن الكلام: حدد موضوعًا ولا تتركه حتى لو لم يكن له علاقة بالواقع. ستحقق درجة عالية من الهذر إذا قمت بتوسيع الموضوعات وتفريغ أكبر قدر من الكلمات بلا عمق.

استخدم كلمات وتعبيرات لا معنى لها: مثل "في النهاية... كما تعرف... يعني... الحقيقة... اليوم..." أو "لو فكرنا في المسألة بطريقة فلسفية..." دون أن تقدم أي تفسير أو تحليل.

التكرار: كلما كررت نفس الأفكار أو المواضيع بشكل ممل ومكرر، كلما كانت فرصتك في أن تكون "هذرلوجيًا" أكثر!

الإجابة المبهمة: إذا سُئلت عن موضوع معقد، يمكنك الرد بجواب مبهم: "إنه شيء معقد يحتاج إلى تفكير عميق، لكن... لنتركه للأوقات القادمة."

استخدام جمل طويلة وغير مفهومة: حاول أن تكون معقدًا في تركيب جملك حتى لو كان الحديث عن شيء بسيط، فكلما كانت الجمل متشابكة ومعقدة زادت "هذرلوجيتك"!

إذا طبقت هذه الوصايا، أو كنت فعلاً هذرلوجيًا بطبعك، فإنني أضمن أنك ستكون ضيفًا دائمًا في القنوات التلفزيونية، وبخاصة تلك التي تود تحليل الحوادث الغامضة وفك رموز المستقبل (!!).

 

الفرق بين المحلل والمحلحل والمعلق

 

الفرق بين المحلل، المحلحل، و المعلق يتعلق بدور كل منهم في تقديم المعلومات أو التحليل، خاصة في السياقات الإعلامية مثل الرياضة أو السياسة.

المحلل:

هو شخص متخصص في مجال معين، عادةً ما يكون لديه خبرة أو معرفة عميقة في الموضوع الذي يتناوله. في برامج التحليل، يقدم المحلل تفسيرًا عميقًا وتحليلاً للأحداث أو الظواهر، ويستخدم خبرته لتقديم رؤى استراتيجية أو فنية.

المحلحل - بنوع من الفكاهة:

تشير إلى المتحدث الذي يميل إلى التحدث بشكل مبالغ فيه أو "مفكك"، بحيث يظهر وكأنه يبالغ في التحليل دون تقديم قيمة فعلية. قد يكون نوعًا من النقد لشخص يتحدث كثيرًا ولكن دون توضيح أو عمق حقيقي.

مثال: شخص يتحدث عن موضوع معين دون أن يقدم تفسيرات عملية أو منطقية، وإنما يكرر نفس الأفكار أو يضيف تفاصيل غير مهمة.

المعلق:

هو الشخص الذي يرافق الحدث مباشرة (مثل مباراة رياضية) ويعطي تعليقًا مباشرًا على ما يحدث في اللحظة. لا يقوم المعلق بتحليل عميق، بل يركز على نقل الأحداث وشرحها للمشاهدين بطريقة مثيرة أو مسلية. يهدف المعلق إلى خلق جو من الحماس والمتعة للمشاهد.

ونلاحظ الفرق بين المعلق العربي و المعلق الأجنبي:

المعلق العربي: هذر لا يتوقف، مع لغة خطاب أقرب إلى ما يُعرف بـ "الهياط"، وهو ابن عم الهذر، لكنه يحاكي المشاعر أكثر من مخاطبة العقل بهدوء، وبتفاعل متزن.

المعلق الأجنبي: يكون غالبًا أكثر توازنًا في وصف الأحداث دون زيادة في العاطفة، مع محاولة للاحتفاظ بالتركيز على ما يحدث في المباراة أو الحدث.

"الهياط": مصطلح شعبي يُستخدم للإشارة إلى المبالغة في التصرفات أو الكلام بشكل يظهر الشخص وكأنه يريد لفت الأنظار أو التفاخر دون مبرر حقيقي. قد يكون الهياط مصحوبًا بالكلام الفارغ أو التفاخر بأمور ليست ذات قيمة.

 

الفرق بين الهذرلوجي والمهايطي:  يعود إلى أن المصطلحين يرتبطان بنوعين مختلفين من السلوك أو التصرفات، لكن كلاهما يُعبّر عن مبالغة أو حديث غير ذي فائدة.

 

الهذرلوجي: يشير إلى الحديث الكثير الذي لا يحمل فائدة حقيقية أو عمقًا.

المهايطي: يشير إلى المبالغة في التفاخر أو الظهور بمظهر غير حقيقي.

والفرق بين الهذرلوجيا و الثرثرة يكمن في السياق والمفهوم وراء كل منهما، على الرغم من أنهما يشتركان في كونهما يشيران إلى كلام غير مفيد.