التحالف العربي يثبت تورط حزب الله في حرب اليمن.. كيف ترد السعودية؟ l تقرير خاص

news image

مروة شاهين - بث:

في السادس و العشرين من شهر ديسمبر من العام ٢٠٢١، عقد العميد الركن تركي المالكي ، المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، مؤتمراً صحفياً تناول فيه آخر تطورات الأزمة اليمنية و مجريات العمليات العسكرية لتحالف دعم الشرعية، كما عرض العميد المالكي خلال المؤتمر، أدّلة قاطعة على تورط حزب الله اللبناني المصنّف إرهابياً ، في تقديم الدعم المادي و البشري و العسكري و التقني لجماعة الحوثيين في اليمن في عملياتهم العسكرية التي تستهدف مناطق يمنية وسعودية على حدٍّ سواء.

بدأ العميد الركن تركي المالكي مؤتمره الصحفي بالتأكيد على أن الهدف من العمليات العسكرية التي يقودها تحالف دعم الشرعية اليمنية هو تحقيق السلام ، في مواجهة الدمار الذي تسعى إيران الى نشره في الدول العربية عبر أذرعها و ميليشياتها، متطرقا الى ما عاناه الشعب السوري جرّاء تدخل حزب الله اللبناني في الحرب السورية، و ما يشهده لبنان من أزمة اقتصادية و سياسية يسبب سيطرة حزب الله عليه، إضافة إلى ما يعاني منه العراق من فوضى امنية و سياسية بسبب طموح ايران التوسعي، و سلوك ميليشياتها في العراق، و سوريا و لبنان وصولا الى اليمن.

وأضاف المالكي: ” الحرب هي فكرية ثقافية اجتماعية، ضدّ الفكر الطائفي الذي زرعته إيران في بعض الدول العربية”.

الحوثيون لا يريدون حلّ الأزمة و تحقيق السلام

في سياق مجريات الأزمة اليمنية، قال العميد الركن تركي المالكي بأن الحوثيين رفضوا في ٢٠١٦ الوصول إلى حلّ سياسي شامل برعاية الامم المتحدة، و أضاف: “إن بعض ممثلي الوفد الحوثي طلبو الخروج من الكويت لأخذ التعليمات من الحرس الثوري الايراني، و عندما عادوا رفضوا المسودة التي تم التوصل إليها”.

كما أشار الى ان الحوثيين رفضوا الالتزام بكافة المبادرات التي قُدمت سواء من الامم المتحدة او من الدول الغربية او الدول العربية المشاركة في تحالف دعم الشرعية، كما ثمّن جهود التحالف في تحقيق الأمن و الاستقرار في جنوب البحر الاحمر و مضيق باب المندب، و بالتالي حماية خطوط الملاحة و التجارة العالمية من تهديدات الأذرع الإيرانية.

أدلّة تورط حزب الله اللبناني في حرب اليمن

و في سياق تورط أيادٍ خارجية في الحرب اليمنية، استعرض العميد الركن العديد من الأدلة و المواد المصورة التي تثبت ضلوع حزب الله في دعم ميليشيا الحوثي و التدخل المباشر في مجريات الحرب اليمنية، من خلال عرض الصور و المواد المصورة التي يظهر فيها قياديون و وخبراء من حزب الله متواجدين على الاراضي اليمنية و في مقرات التدريب و تصنيع الاسلحة الحوثية .

كما تم عرض مقطع فيديو يظهر احد القياديين في حزب الله اللبناني و هو يعطي التعليمات للإرهابي المعروف ب “ابو علي الحاكم” و يتوجه إليه بالكلام قائلاً : « القطاع العسكري بالحديدة مهم كتير، لو سقطت الحديدة سوف ينتهي الدعم لمواجهة العدوان، البحر البوابة الوحيدة لوصول الدعم، السيد حسن مبارح حكي بيتمنى يجاهد باليمن، هيدا لما واد تراجعكم في الجبهات ، ووصول العدوان الى مطار الحديدة،هيدا كان الكن قبل العدوان، هيدا بسبب الخلافات إلي حصلت بينكم،لو ما صمدت الامم المتحدة الخدمة الي صارت كانت الحديدة سقطت من ايدنا، مشروعنا اكبر من هيك خلافات، نحنا تركنا كل شي ورانا و حينا نوقف معكن، الحرب السورية قربت تنتهي و والمجاهدين أغلبهم رح يجي اليمن، إذا خسرنا البحر ما رح يوصل لا دعم و لا مجاهدين لعنا، بدنا حشد من المجاهدين بدنا نرتب صفوفنا لمنع سقوط الحديدة ، بشكر خيي بوعلي على المجهود اللي عمله لترتيب الصفوف و حل الخلافات و من خلال تواصل القيادة معاه اكدو ضرورة سيطرتنا على البحر الاحمر و سواحله».

كما قام المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة لتحالف دعم الشرعية اليمنية بعرض مقطع فيديو يُظهر قياديا من حزب الله اللبناني و هو يقوم بتفخيخ طائرة مسيرة ، و يقوم بتعليم عناصر ميليشيا الحوثي كيفية تفخيخ الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون لاستهداف الأراضي اليمنية والسعودية، كما تم عرض مواد مصورة تظهر المقر الذي اتخذه عناصر و خبراء من حزب الله اللبناني كمكان للسكن و التدريب العسكري، و يظهر في الفيديو عنصرا من حزب الله و هو يصلي، و علّق العميد المالكي على هذا قائلاً :« يصلّي و لكن لا نعلم لأي قِبلة يصلّي، وهو الذي استهدف مكة المكرمة في العام ٢٠١٧، و ساعد في إطلاق الصواريخ البالستية ».

و أضاف المالكي بأن كل هذه الأدلة تثبت تورط حزب الله في الأزمة اليمنية و بتعميق جراح و معاناة الشعب اليمني، من خلال دعم ميليشيا الحوثي و اعطاء الاوامر و تفخيخ الطائرات المسيرة و بالتالي تهديد امن و اراضي المملكة.

و رداً على اسئلة أحد الصحفيين حول الإجراءات التي قد تتخذها السعودية بعد أن تأكدت من تورط حزب الله في الحرب اليمنية و في استهداف الأراضي السعودية، أجاب العميد المالكي قائلاً: « و نحن نسال ماذا سيفعل اللبنانيون من هذا السرطان الموجود في لبنان و الذي أثر على اللبنانيين قبل غيرهم في المنطقة سواء اقتصاديا ام سياسياً ، هناك مسؤولية تقع على اللبنانيين أنفسهم من هذا التنظيم الارهابي و هناك مسؤولية على المجتمع الدولي، لأن نشاط هذه الميليشيا تعدّى الأراضي اللبنانية و امتد الى المنطقة و أيضاً الى افريقيا أوروبا و امريكا اللاتينية و اصبح لزاماً على المجتمع الدولي أن يكون هناك رد حاسم على هذه الميليشيات».

و قد سبق و قطعت المملكة العربية السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان، اذ قامت بسحب سفيرها السيد وليد البخاري من لبنان و طلبت من السفير اللبناني في المملكة مغادرة الأراضي السعودية، و في حينها علّق وزير الخارجية السعودي على هذه الأحداث بأن المملكة العربية السعودية لا ترى أي فائدة في التعامل مع لبنان في ظلّ الوضع الحالي، أي في ظلّ سيطرة حزب الله على القرار السياسي و الساحة السياسية اللبنانية.

كما يعيش لبنان أزمات متتالية على مستوى العلاقات مع الدول الصديقة له سواء الدول العربية و خصوصاً دول الخليج العربي أو الدول الغربية الصديقة له بسبب هيمنة حزب الله على القرار اللبناني ، فضلاً عن تحويل لبنان من قبل الحزب المذكور الى مركز انطلاق لتجارة و تصدير الممنوعات، مما لطّخ سمعة لبنان الدولية و أدّى الى توتر علاقاته مع الكثير من دول العالم خصوصاً حاضنته العربية.

و من المؤكد أن اثبات تورط حزب الله في الدعم و المشاركة مع ميليشيا الحوثي في استهداف الأراضي السعودية سيكون له تداعيات كبيرة على لبنان الذي يعاني أصلاً من أزمة سياسية و اقتصادية خانقة ، عدا عن تزعزع علاقاته مع الدول الصديقة له خصوصاً المملكة العربية السعودية و دول الخليج العربي، و إن هذه التداعيات ستستمر في التفاقم طالما بقي للحزب اليد العليا و الكلمة الأخيرة في القرار اللبناني، و أن العزلة العربية و الدولية التي يعاني منها لبنان سوف تتعمق ووتتفاقم ما لم ينجح اللبنانيون في استعادة سيادة بلدهم و تقويم سياسياته الداخلية و الخارجية.