مفاوضات السبت بين واشنطن وطهران... اختبار صعب نحو التهدئة أو التصعيد

news image

✍️ وكالة BETH – تحليل استراتيجي

 

تتجه أنظار المراقبين الدوليين إلى الجولة المقبلة من المحادثات الأميركية الإيرانية، المقررة يوم السبت القادم، وسط مشهد دقيق تتداخل فيه الحسابات الإقليمية والدولية، في ظل متغيرات سياسية واقتصادية متسارعة.

وتأتي هذه الجولة في أعقاب تحركات دبلوماسية لافتة، من أبرزها زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران، حاملاً رسالة سعودية للمزيد من توثيق العلاقات بين البلدية، وأيضا مفادها دعم مسار الحوار، وتهيئة الأجواء لفرصة تفاوضية قد تكون الأخيرة قبل دخول المنطقة مرحلة جديدة أكثر تعقيدًا.

بحسب متابعين، فإن زيارة الوفد السعودي حملت إشارات إيجابية للطرفين:

بالنسبة لإيران: فرصة لالتقاط أنفاسها دبلوماسيًا، وإعادة ترتيب أوراقها.

بالنسبة للولايات المتحدة: اختبار عملي لجدية طهران في الالتزام بخفض التوترات، قبل حسم الخيارات البديلة.

مصادر مطلعة ترى أن الملف المطروح على طاولة المفاوضات هذه المرة لم يعد يقتصر على البرنامج النووي الإيراني، بل يتجاوزه ليشمل:

ضبط تحركات الأذرع الإقليمية،

معالجة ملف الصواريخ الباليستية،

ومراجعة السياسات المرتبطة بالتدخلات في بعض مناطق الشرق الأوسط.

ويبدو أن الأطراف الفاعلة – رغم إدراكها للتعقيدات التاريخية التي تحكم المشهد – تتفق ضمنيًا على أن الوقت لم يعد في صالح الانتظار الطويل، وأن الفرصة المتاحة قد لا تتكرر كثيرًا.

في المقابل، تترقب العواصم المعنية بقلق مخرجات هذه الجولة، وسط مخاوف من أن تؤدي أي مراوغة دبلوماسية، أو إطالة غير مبررة، إلى تسريع خطط أخرى لم يُكشف عنها بعد، تهدف إلى احتواء الملفات المعلقة بوسائل أكثر صرامة.

يشير مراقبون إلى أن الرياض، بثقلها السيادي، أسهمت عبر التنسيق مع القوى الدولية في ترسيخ أرضية تفاوضية أكثر جدية ووضوحًا... فالسعودية شريك قيادي موثوق به، صاحب قرار مستقل، ولكنه منفتح على التشاور والتنسيق متى كان ذلك يخدم مصالحها الوطنية ومصالح الاستقرار الخليجي والعربي والإقليمي والعالمي .

وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، تبدو المفاوضات المقبلة بمثابة اختبار للنوايا الحقيقية:

إما التقدم نحو توافقات تحقن دماء المنطقة وتعزز فرص الاستقرار،

أو الانزلاق إلى سيناريوهات أكثر حدة،.

 

🔵 خلاصة BETH: 

الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها مشروطة بالالتزام لا بالشعارات.

والمشهد القادم سيتشكل ليس بما يُقال في قاعات التفاوض... بل بما يُترجم على أرض الواقع.