التفاوض عند حافة الانفجار: طهران تتحدّى… وداخلها يتصدّع

news image

✍️ وكالة BETH – تحليل استراتيجي

 

بين رسائل التصعيد ومظاهر التفاوض، تُواصل إيران والولايات المتحدة اللعب على حافة التفاهم… أو الهاوية.
فبعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددًا أنه لن يسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وتأكيد مبعوثه ستيف ويتكوف أن أي اتفاق مقبل يجب أن يشمل وقف تخصيب اليورانيوم وبرنامج التسلّح، جاء الرد الإيراني أكثر تشدّدًا.

🗣️ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أعلن اليوم بوضوح أن "حق إيران في التخصيب غير قابل للتفاوض"، مضيفًا أن أميركا لن تُحقق شيئًا بالضغوط، مع استعداد بلاده لبناء الثقة "إذا كان الحوار قائمًا على الاحترام المتبادل."

وفيما تتجه الأنظار نحو الجولة الثانية من المفاوضات المرتقبة في مسقط السبت المقبل، على وقع تهديدات أميركية متواصلة بـ"الخيار العسكري"، يظهر المشهد التفاوضي كمسرح صراع إرادات وليس بحثًا حقيقيًا عن حلول.

 

🧠 BETH تُحلل من الداخل الإيراني: التفاوض في زمن التناقض

تُظهر التقارير الصادرة من طهران والمُرصدَة داخل وكالة BETH، أن النظام الإيراني يعيش حالة تخبّط استراتيجي عميق، يتجلّى في ثلاثة مستويات:

🔻 أولًا: التردد في القرار

النظام منقسم بين جناح يسعى إلى تخفيف العقوبات بأي ثمن، وآخر يخشى أن أي تنازل هو بداية لنهاية النظام.

المرشد الأعلى خامنئي تراجع مضطرًا عن وصفه السابق للمفاوضات بأنها "غير شريفة"، مما وُصف في الصحف الإيرانية بـ"الهزيمة المذلة".

🔻 ثانيًا: ازدواج الخطاب

الإعلام الإيراني الرسمي يحاول تصوير المفاوضات كخطوة عقلانية "لحماية المصالح الوطنية"، بينما التيارات المتشددة ترفض أي تسوية وتصفها بالخضوع.

الصحف الإيرانية كـ"كيهان" و"خراسان" و"هم‌میهن" كشفت عن صراع داخلي أشبه بـ"صراع العقارب" داخل أجنحة النظام، وسط محاولات بعض القادة لـ"بيع الأوهام" للرأي العام.

🔻 ثالثًا: الخوف من الشارع

النظام يواجه سخطًا شعبيًا متصاعدًا بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.

كل تراجع أو تصعيد في المفاوضات مرتبط بميزان الضغط الداخلي والخارجي على حد سواء، لا برؤية واضحة.

 

✍️ وفي ختام التحليل… سؤالان لا بد من طرحهما:

1️⃣ إذا كانت التصريحات الإيرانية استفزازية، والتصريحات الأميركية متشددة… فلماذا المفاوضات؟ وإلى متى هذا التضارب؟

لأن الطرفين يُدركان أن الحرب خاسرة، لكن التراجع مكلف أيضًا.
إيران تُفاوض لتأجيل الانفجار الداخلي… وأميركا تُفاوض لاحتواء النووي دون دفع تكلفة الحرب.
المفاوضات مستمرة لأنها السبيل الوحيد لتجميد الأزمة… لا حلّها.

2️⃣ من سيحكم إيران بعد نظام الملالي؟

التجارب السابقة في إيران، من "الثورة البيضاء" إلى "الجمهورية الإسلامية"، فشلت في صناعة توازن يرضي تعددية إيران القومية والدينية والثقافية.
الأنظمة "العلمانية بالمظهر" و"الماضوية في الجوهر" جرّت إيران إلى عزلة وخرافة واحتقان.
ما بعد الملالي… لن يكون مستقرًا ما لم تُبنَ جمهورية جديدة على التنوّع، والحداثة، وحق الشعوب داخل إيران في تمثيلها الحقيقي.

 

🎯 BETH تُوقّع:

"التهديد لا يُبنى عليه السلام… والتفاوض بلا صدقٍ لا يصنع استقرارًا.
وإيران اليوم لا تُفاوض باسم قوة… بل باسم خوفٍ عميق من المستقبل."