حول محاور "المنتدى السعودي للإعلام 2025"
كتب - عبدالله العميره
يقام المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام "فومكس"، في الفترة من 19-21 فبراير 2025م.
ويكشف المنتدى في دورته الرابعة عن أحدث المتغيرات التي فرضتها التطورات العالمية واتجاهات القطاعات الإعلامية الراهنة والمتجددة لمواجهة التحديات والحفاظ على الجدوى الاستثمارية في ظل الواقع الجديد.
كما يناقش المنتدى تشكيل مفهوم إدارة الإعلام الجديد، بما في ذلك إعادة النظر في مصادر التدفقات الإعلامية، وإعادة اختبار استراتيجيات إدارة الإعلام والموارد، والسعي إلى تحقيق مقاربة مستدامة وفعالة في القطاع، والبحث عن حلول مبتكرة لتحسين عروضنا ومواكبة الاتجاهات المتغيرة وتلبية توقعات الجمهور.
هذا ما كشف عنه المنتدى..
استعداد ممتاز، وجهد يشكر عليه المنظمون.
أقدم لكم هذا العرض الاستباقي، تفاعلاً مع المنتدى.. وأعتقد أن مناقشة المحاور لن تخرج عن هذا الإطار، إلا إذا تم إضافة محاور جديدة .
لقد حفزني جودة المنتدى والمحاور المعلنة، وتوقعاتي بنتائج رائعة ستساهم بشكل فعال في تطوير الإعلام السعودي، ليتوافق مع الإنجازات الكبيرة في المملكة. وهي إنجازات من الضخامة والأهمية بحيث يجب التعامل معها بمهنية وحرفية عاليتين، ويتم إرسالها بشكل مشوّق إلى العالم. والعالم، وهو الأهم، وبطبيعة الحال، دائرة الجمهور العربي والمحلي تدخلان ضمن الدائرة الكبرى.
والاستثمار في الإعلام الحديث بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030.
وأرى أن وزارة الإعلام، وتحديدًا المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام، يسيرون في هذا الاتجاه لتحقيق الأهداف المرسومة.
سأعرض بحثي ومناقشتي لمحاور المنتدى.
وكما ذكرت؛ هو عرض استباقي للمؤتمر الذي سيقام بعد أسبوعين من اليوم.
ما هي أحدث المتغيرات التي فرضتها التطورات العالمية واتجاهات القطاعات الإعلامية؟
التطورات العالمية الأخيرة قد أثرت بشكل كبير على القطاعات الإعلامية، ودفع بعضها لتبني أساليب جديدة للتكيف مع التغيرات السريعة في البيئة الرقمية والاجتماعية. من أبرز هذه المتغيرات:
- التحول الرقمي والاعتماد على الذكاء الاصطناعي: أصبح الإعلام الرقمي الأكثر انتشارًا في العقد الأخير، حيث باتت المنصات الرقمية مثل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات البث المباشر هي الساحة الرئيسية للمحتوى الإعلامي. مع استخدام الذكاء الاصطناعي في تخصيص المحتوى، ظهرت أساليب جديدة في إدارة الأخبار والإعلانات.
- التوسع في البث المباشر والمحتوى المرئي: تمثل منصات مثل يوتيوب، وتيك توك، ونتفليكس وسيلة رئيسية للترفيه والإعلام، وهو ما دفع المؤسسات الإعلامية التقليدية إلى التكيف مع هذا الاتجاه، عبر تحسين تجربة المستخدم أو بتقديم محتوى مرئي حصري.
- التركيز على المحتوى المخصص: أصبح إنشاء محتوى موجه خصيصًا لاهتمامات فئات معينة من الجمهور أكثر أهمية من أي وقت مضى. وهذا يتضمن تخصيص الأخبار، الإعلانات، وأشكال أخرى من المحتوى بحيث يتم تحسين التفاعل مع الجمهور.
- الاهتمام بالتحقق من الأخبار ومكافحة المعلومات المضللة: في ظل انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة على الإنترنت، ظهرت اتجاهات جديدة في الصحافة الرقمية التي تركز على التحقق من الحقائق وإيجاد حلول لتوفير معلومات موثوقة وشفافة.
- الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية: أصبحت وسائل الإعلام أكثر اهتمامًا بالقضايا الاجتماعية مثل الاستدامة والمساواة والعدالة، حيث تقوم بتغطية المواضيع التي تتعلق بتغير المناخ، والحقوق المدنية، والمساواة بين الجنسين.
- المحتوى التفاعلي وتجربة الواقع المعزز: بدأ ظهور محتوى تفاعلي يستخدم تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، مما يتيح للجمهور التفاعل مع المواد الإعلامية بشكل مبتكر.
كل هذه المتغيرات تشير إلى تحول كبير في كيفية استهلاك الجمهور للمحتوى الإعلامي، وهو ما يتطلب من المؤسسات الإعلامية أن تتكيف باستمرار مع هذه التطورات لتحافظ على تنافسيتها وجذب جمهورها.
وتلك هي أهم المتغيرات التي أراها.
أسئلة: كيف يتم التطبيق؟ ما هو دور الصحافيين والإعلاميين؟
من المتوقع أن يعرض المؤتمر تلك المحاور، وإشباعها نقاشًا.. ولا شك في فوائدها الكبيرة
ولكن ما يخالجني؛ إمكانية التطبيق.
عادة يتم طرح محاور وأفكار وتطلعات ممتازة، وتبقى الجهود معلقة بالتنفيذ.
ما هي أحدث المتغيرات في الإعلام والحفاظ على الجدوى الاستثمارية؟
في ظل التحولات السريعة في صناعة الإعلام، من الضروري أن تتبنى المؤسسات الإعلامية استراتيجيات جديدة للحفاظ على الجدوى الاستثمارية. وفيما يلي بعض مما أراه من أحدث المتغيرات التي تؤثر في الإعلام وكيفية الحفاظ على العوائد الاستثمارية، وهي تحتاج إلى قرارات وتحديد نظام وآليات:
1- التحول إلى نماذج الاشتراك والاشتراكات المدفوعة:
التغير: مع تزايد استخدام الإنترنت وتوفر المحتوى المجاني، تحولت العديد من الشركات الإعلامية إلى نموذج الاشتراك المدفوع سواء في الأخبار أو الخدمات الترفيهية (مثل نتفليكس وديزني+).
الحفاظ على الجدوى: الاعتماد على الاشتراكات الشهرية أو السنوية يمكن أن يوفر دخلاً ثابتًا ويساعد في تحسين العوائد المالية. لتكون هذه النماذج ناجحة، يجب أن تقدم محتوى حصري وذو جودة عالية يلبي احتياجات الجمهور.
ا2- لتوسع في الإعلانات الرقمية وذكاء البيانات:
التغير: الإعلانات الرقمية أصبحت العمود الفقري في الإيرادات الإعلامية، حيث يتم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك المستهلك وتقديم إعلانات موجهة.
الحفاظ على الجدوى: من خلال تحسين استهداف الإعلانات باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحليل البياني، يمكن للمؤسسات الإعلامية زيادة فعالية الإعلانات وبالتالي زيادة الإيرادات. إضافة إلى ذلك، التكامل بين البيانات الكبيرة والتخصيص يسهم في جذب المعلنين.
3- الاستثمار في المحتوى الأصلي:
التغير: باتت الشركات الإعلامية تستثمر بكثافة في إنتاج محتوى أصلي وجذاب لتلبية متطلبات الجمهور المتنوعة. مثلما فعلت نتفليكس مع المسلسلات والأفلام الحصرية.
الحفاظ على الجدوى: المحتوى الأصلي يمكن أن يكون من العوامل المهمة في جذب المشاهدين الجدد والاحتفاظ بالجمهور الحالي. يعتبر الاستثمار في الإنتاجات الفريدة من نوعها جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية التنافسية والربحية.
4- التحول نحو التقنيات الحديثة مثل الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR):
التغير: مع تقدم التقنيات، بدأت الشركات الإعلامية في استكشاف الواقع الافتراضي والواقع المعزز كطرق جديدة لتقديم محتوى جذاب وغير تقليدي.
الحفاظ على الجدوى: إذا تم استخدام هذه التقنيات بشكل مبتكر، فإنها قد تفتح أبوابًا جديدة للإيرادات عبر التفاعل المكثف مع الجمهور، مما يزيد من فرص الاستثمار الطويل الأمد.
5- الشراكات والدمج مع منصات أخرى:
التغير: أدى التنوع الكبير في المشهد الإعلامي إلى تحفيز شركات الإعلام على إقامة شراكات أو حتى دمج أنشطتها مع منصات أخرى، مثل منصات البث الرقمي أو شركات التكنولوجيا.
الحفاظ على الجدوى: الشراكات الاستراتيجية تساعد على توسيع نطاق الجمهور وتقديم خدمات جديدة تلبي احتياجات متعددة، مما يعزز من الاستدامة الاستثمارية.
6- تحقيق التوازن بين المحتوى المجاني والمحتوى المدفوع:
التغير: مع وجود منافسة شديدة على الإنترنت، بدأت بعض المؤسسات الإعلامية بتوفير محتوى مجاني لجذب الجمهور، مع تقديم محتوى متميز عبر نماذج مدفوعة.
الحفاظ على الجدوى: الحفاظ على التوازن بين الجذب المجاني وبناء عوائد مدفوعة يمكن أن يؤدي إلى استدامة مالية، حيث يمكن جذب جمهور واسع ثم تحويله إلى مشتركين مدفوعين.
7- الاستفادة من تكنولوجيا البث المباشر والبودكاست:
التغير: ازداد الطلب على البث المباشر والبودكاست في السنوات الأخيرة، حيث يستخدمها العديد من الناس كمصادر رئيسية للمحتوى الإخباري والترفيهي.
الحفاظ على الجدوى: من خلال دمج الإعلانات المدفوعة، أو حتى استثمار في الرعايات التجارية، يمكن للمؤسسات الإعلامية تحقيق إيرادات قوية من هذه الوسائط الجديدة.
8- التوجه نحو الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية:
التغير: أصبحت القضايا الاجتماعية مثل الاستدامة وحماية البيئة مصدرًا هامًا للمحتوى الإعلامي، ومع تزايد اهتمام الجمهور بهذه المواضيع، بدأت بعض الشركات الإعلامية في إنتاج محتوى يعكس هذه القيم.
الحفاظ على الجدوى: الاستمرار في توجيه المحتوى نحو القضايا الهامة يعزز من العلاقة مع الجمهور ويزيد من فرص التفاعل والمشاركة، مما يمكن أن يترجم إلى زيادة في الإيرادات والعائدات الاستثمارية.
مفهوم إدارة الإعلام الجديد
إدارة الإعلام الجديد هي عملية تنسيق وتنظيم واستخدام تقنيات الإعلام الرقمية الحديثة لتقديم محتوى إعلامي بشكل فعال، مع التركيز على الاستفادة من الوسائل الرقمية في التواصل مع الجمهور وتحقيق أهداف إعلامية واستثمارية. يشمل هذا النوع من الإدارة العديد من الجوانب التي تستند إلى تقنيات مثل الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبث الرقمي، والمحتوى المرئي، والواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأدوات التكنولوجية المتقدمة.
أبرز عناصر إدارة الإعلام الجديد
1- التخطيط الاستراتيجي للمحتوى الرقمي: يشمل هذا تطوير استراتيجيات لابتكار محتوى يواكب احتياجات الجمهور ويعتمد على بيانات الجمهور واهتماماته. قد يتضمن ذلك إنشاء محتوى مخصص وجذاب باستخدام تقنيات التحليل الرقمي لتحديد ما يناسب الجمهور المستهدف.
2- التفاعل مع الجمهور: في عالم الإعلام الجديد، التفاعل مع الجمهور أصبح جزءًا أساسيًا من النجاح. عبر منصات التواصل الاجتماعي، يمكن للمنظمات الإعلامية الرد على الأسئلة، استلام الآراء، وبناء علاقات قوية مع جمهورها.
3- إدارة منصات متعددة: الإعلام الجديد يتطلب التنسيق بين العديد من المنصات الرقمية (مثل المواقع الإلكترونية، منصات البث، تطبيقات الهاتف المحمول، ووسائل التواصل الاجتماعي) لضمان توصيل الرسالة الإعلامية بفعالية عبر كل قناة.
إدارة تطبيق الحلول تتطلب تنسيقًا دقيقًا بين جميع الجهات المعنية، حيث يتوجب عليهم العمل معًا بشكل متكامل لتحقيق أهداف مشتركة. فيما يلي كيف يمكن التنسيق بين هذه الجهات بشكل فعال:
1- تحديد الأهداف والرؤية المشتركة:
الخطوة الأولى: يجب أن تتعاون جميع الأطراف لتحديد رؤية مشتركة وأهداف واضحة. على سبيل المثال، تحسين تجربة الجمهور، زيادة التفاعل مع المحتوى، أو زيادة الإيرادات من خلال نماذج إعلانات مبتكرة.
كيف يتم التنسيق: يتم تحديد هذه الأهداف من خلال اجتماعات استراتيجية ومناقشات مفتوحة بين جميع الأطراف (المؤسسات الإعلامية، الشركات التكنولوجية، الوكالات، الأكاديميين، والمؤثرين).
2- إنشاء منصة مشتركة للتعاون:
الخطوة الثانية: يجب إنشاء منصة أو آلية للتواصل المستمر بين جميع الجهات المعنية. يمكن أن تكون هذه المنصة عبر أدوات تكنولوجيا المعلومات مثل البريد الإلكتروني، منصات العمل الجماعي (مثل Slack أو Microsoft Teams) أو حتى اجتماعات دورية عبر الإنترنت.
كيف يتم التنسيق: تتيح هذه المنصة للأطراف المختلفة تبادل الأفكار والتحديثات حول التطورات والمشاريع، مما يضمن أن جميع الأطراف تعمل معًا على نفس المسار.
3- تقاسم البيانات والمعلومات:
الخطوة الثالثة: استخدام البيانات الضخمة وتحليل السلوك الرقمي للجمهور من أجل تخصيص وتوجيه الحملات الإعلامية. يجب على جميع الأطراف تبادل البيانات بشكل آمن ومؤمّن، بحيث يمكن استخدامها لتحسين استراتيجيات المحتوى والإعلانات.
كيف يتم التنسيق: التعاون بين الشركات التكنولوجية (التي توفر الأدوات التحليلية) والمؤسسات الإعلامية (التي تملك البيانات حول تفاعل الجمهور) لتبادل المعلومات بخصوص تفضيلات الجمهور والسلوكيات الرقمية.
4- توزيع الأدوار والمسؤوليات بوضوح:
الخطوة الرابعة: من المهم أن تكون كل جهة على دراية بدورها المسؤول. فمثلًا، تتحمل المؤسسات الإعلامية مسؤولية إنتاج المحتوى، بينما تلعب الشركات التكنولوجية دورًا في تطوير الأدوات التي تسهّل تخصيص المحتوى وتحليل البيانات، بينما يمكن أن تقدم الوكالات الإعلانات المدفوعة والإستراتيجيات التسويقية.
كيف يتم التنسيق: يجب أن يتم توزيع المسؤوليات بوضوح من خلال عقود أو اتفاقيات شراكة وتحديد نقاط المسؤولية بوضوح.
5- التفاعل مع الجمهور بشكل مستمر:
الخطوة الخامسة: يمكن للمؤثرين والجمهور المشاركة في تصميم وتجربة المحتوى من خلال آليات تفاعل مرنة مثل الاستطلاعات، التعليقات، أو المراجعات على منصات التواصل الاجتماعي.
كيف يتم التنسيق: يتم توظيف أدوات التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية لإشراك الجمهور في تطوير المحتوى وتقييمه، ما يتيح للمؤسسات الإعلامية إجراء التعديلات بناءً على التغذية الراجعة.
6- التعاون الأكاديمي من خلال البحث والتطوير:
الخطوة السادسة: الأكاديميون ومراكز البحث تلعب دورًا أساسيًا في تقديم رؤى مستندة إلى أبحاث، يمكن أن تسهم في تحسين استراتيجيات الإعلام.
كيف يتم التنسيق: يتم التنسيق من خلال شراكات أكاديمية بين الجامعات أو مراكز البحث والشركات الإعلامية التي تحتاج إلى دراسات لتحليل الاتجاهات الرقمية أو دراسة سلوك الجمهور.
7- إدارة الأزمات وتبادل الحلول السريعة:
الخطوة السابعة: في حالة ظهور أزمات (مثل الأخبار الكاذبة أو التعليقات السلبية)، يجب أن يتعاون جميع الأطراف بسرعة لتقديم حلول فعالة.
كيف يتم التنسيق: يتم تخصيص فرق صغيرة من الجهات المعنية (الإعلامية، التكنولوجية، الاجتماعية) للتعامل مع الأزمات بشكل فوري. يمكن استخدام منصة للتواصل الفوري لضمان التنسيق السريع والفعال.
8- إجراء تقييمات دورية:
الخطوة الثامنة: من المهم تقييم نجاح الحلول المبتكرة بشكل دوري، ومراجعة مدى توافق الحلول مع احتياجات الجمهور.
كيف يتم التنسيق: عقد اجتماعات دورية لمراجعة أداء الحلول المبتكرة من خلال استعراض البيانات والتحليلات، ومراجعة ردود الفعل من الجمهور. يتم خلالها تقييم فعالية الحملات وتحقيق الأهداف.
9- الاستفادة من الشراكات العالمية والمحلية:
الخطوة التاسعة: في بعض الحالات، قد يكون من المفيد بناء شراكات استراتيجية مع جهات دولية أو محلية في مجال الإعلام أو التكنولوجيا لتبادل الخبرات والتقنيات الحديثة.
كيف يتم التنسيق: من خلال توقيع شراكات استراتيجية مع شركات إعلامية أو تكنولوجية دولية، ويمكن استخدام هذه الشراكات للوصول إلى تقنيات وابتكارات جديدة في السوق.
خلاصة التنسيق بين الجهات:
تنسيق تطبيق الحلول المبتكرة بين هذه الجهات يمكن أن يتم من خلال:
- وضع آليات تواصل مرنة ومستمرة.
- توظيف أدوات تحليل بيانات قوية لمتابعة سلوك الجمهور.
- وضع استراتيجيات واضحة وتوزيع المهام والمسؤوليات.
- المشاركة في اتخاذ القرارات من خلال إشراك جميع الأطراف في المراحل المختلفة.
- تقديم الدعم الفني والاستشاري من خلال التعاون مع الأكاديميين والشركات التكنولوجية.
- بإدارة فعالة للتنسيق بين هذه الأطراف، يمكن تحقيق أقصى استفادة من الحلول المبتكرة وتقديم عروض إعلامية تتماشى مع الاتجاهات المتغيرة وتلبي توقعات الجمهور.
ماذا يريد الجمهور؟.. وماذا نريد؟
مطالب الجمهور من الإعلام تتنوع وتعكس تطور تكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن التغيرات في الأذواق والاهتمامات. في عالم اليوم، أصبح الجمهور أكثر تفاعلًا ووعيًا، ويميل إلى أن يكون له دور أكثر نشاطًا في صناعة وتوجيه المحتوى الإعلامي. إليك أبرز مطالب الجمهور من الإعلام:
1- المصداقية والشفافية:
المطلب: يبحث الجمهور عن إعلام موثوق وأخبار صحيحة، بعيدة عن التحيز أو الدعاية المغرضة.
التوقع: يريد الجمهور التأكد من أن ما يتلقاه هو معلومات دقيقة ومبنية على حقائق، خصوصًا في زمن انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات.
كيف يُلبى: يجب على المؤسسات الإعلامية أن تلتزم بالتحقق من مصادر المعلومات، واستخدام الصحافة الاستقصائية، والابتعاد عن الأخبار المضللة.
2- المحتوى المتنوع والشامل:
المطلب: الجمهور يتوقع تغطية شاملة وموضوعية لكافة المواضيع التي تهمه، سواء كانت اجتماعية، سياسية، ثقافية، أو رياضية.
التوقع: يرغب الجمهور في الحصول على محتوى يشمل كافة الأبعاد المتعلقة بالقضايا المطروحة، ويشمل آراء متنوعة.
كيف يُلبى: يجب على الإعلاميين تقديم محتوى متعدد الزوايا من خلال البرامج المتنوعة والبرامج الحوارية التي تشرك جميع الأطراف في الحوار والنقاش.
3- التفاعل والمشاركة:
المطلب: يرغب الجمهور في التفاعل المباشر مع الإعلام، سواء عبر التعليقات أو الاستفتاءات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
التوقع: يريد الجمهور أن يشعر أنه جزء من العملية الإعلامية، وأن له صوتًا يؤثر في المحتوى المقدم.
كيف يُلبى: من خلال إشراك الجمهور في محتوى البرامج أو الفعاليات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وإجراء استطلاعات رأي، وتنظيم حلقات نقاشية تفاعلية.
4- السرعة في نشر المعلومات:
المطلب: مع تزايد التطور التكنولوجي، يتوقع الجمهور الحصول على الأخبار والمعلومات بشكل سريع وفوري.
التوقع: الجمهور يتوقع أن يتم تحديث الأخبار بشكل لحظي، خاصة في الأحداث العاجلة مثل الكوارث أو الأخبار السياسية.
كيف يُلبى: يجب على الإعلام أن يكون على استعداد لنقل الأخبار بشكل فوري عبر القنوات الرقمية والبث المباشر.
5- المحتوى المخصص والشخصي:
المطلب: الجمهور يريد محتوى يتناسب مع اهتماماته الشخصية واحتياجاته.
التوقع: يريدون إعلامًا يتفاعل مع تفضيلاتهم ويسعى لتقديم محتوى يتماشى مع ميولهم.
كيف يُلبى: من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل سلوك الجمهور وتقديم محتوى مخصص وفقًا لاهتماماتهم.
6- الاستقلالية والحياد:
المطلب: الجمهور يبحث عن إعلام لا يتأثر بالتحيزات السياسية أو التجارية.
التوقع: يريدون إعلامًا مستقلًا ينقل الحقيقة ويقدم تقارير غير منحازة.
كيف يُلبى: من خلال التأكيد على الالتزام بالمعايير المهنية للمحافظة على الحياد وعدم التأثر بالضغوط الخارجية.
7- الابتكار والإبداع في تقديم المحتوى:
المطلب: يريد الجمهور أن يكون المحتوى الإعلامي مبتكرًا وجذابًا.
التوقع: مع تطور التكنولوجيا، يفضل الجمهور المحتوى المتنوع من حيث الأشكال (مثل الفيديوهات القصيرة، البودكاست، الواقع الافتراضي) والتقنيات المتقدمة (مثل التحليلات التفاعلية والرسومات البيانية).
كيف يُلبى: من خلال تبني تقنيات جديدة في إنتاج المحتوى، مثل استخدام الواقع المعزز، البث الحي، والمحتوى التفاعلي.
8- الترفيه بجانب المعلومات:
المطلب: بالإضافة إلى الأخبار والمعلومات الجادة، يرغب الجمهور في محتوى ترفيهي يعزز التسلية والمرح.
التوقع: يتوقعون التوازن بين المحتوى الجاد والمحتوى الترفيهي المريح الذي يعزز الراحة النفسية.
كيف يُلبى: من خلال إنتاج برامج متنوعة، مثل المسلسلات، الأفلام، البرامج الحوارية، والبرامج الواقعية التي تقدم متعة وترفيهًا للجمهور.
9- حماية الخصوصية:
المطلب: في ظل الانتهاكات المستمرة للخصوصية الرقمية، يسعى الجمهور إلى التأكد من أن بياناته الشخصية محمية.
التوقع: يريدون أن يشعروا بالأمان عند استخدام منصات إعلامية رقمية، دون القلق من تسريب بياناتهم الشخصية.
كيف يُلبى: من خلال احترام خصوصية البيانات والتأكد من أن هناك سياسة واضحة لعدم جمع أو استخدام البيانات الشخصية دون إذن صريح من المستخدم.
10- المصداقية في التغطيات الحية والبث المباشر:
المطلب: الجمهور يتوقع أن تكون التغطيات الحية دقيقة وشاملة.
التوقع: في الأحداث الكبيرة، مثل المؤتمرات أو الأحداث السياسية، يتوقع الجمهور تغطية حية وواقعية للأحداث.
كيف يُلبى: من خلال ضمان دقة المعلومات في البث المباشر وعدم الانحياز، فضلاً عن تقديم تحليلات من خبراء في الوقت الفعلي.
11- مواكبة التغيرات الاجتماعية والبيئية:
المطلب: مع تزايد الاهتمام بقضايا البيئة والاستدامة، يبحث الجمهور عن إعلام يواكب هذه التغيرات.
التوقع: يرغب الجمهور في أن تركز وسائل الإعلام على القضايا البيئية والاجتماعية ذات الأهمية الكبرى مثل التغير المناخي، المساواة بين الجنسين، وحقوق الإنسان.
كيف يُلبى: من خلال تقديم تقارير متعمقة حول قضايا مثل التغيرات المناخية، إضافة إلى دعم المشاريع البيئية وخلق وعي اجتماعي.
12- القدرة على الوصول بسهولة إلى المحتوى:
المطلب: الجمهور يريد أن يتمكن من الوصول إلى المحتوى في أي وقت ومن أي مكان.
التوقع: يجب أن يكون المحتوى الإعلامي متاحًا على منصات مختلفة، مثل التطبيقات، المواقع الإلكترونية، والأجهزة المحمولة.
كيف يُلبى: من خلال تطوير منصات رقمية أو تطبيقات تتيح للجمهور الوصول إلى المحتوى بسهولة وفي أي وقت.
خلاصة:
الجمهور في العصر الرقمي يبحث عن إعلام موثوق، تفاعلي، مخصص، ومتنوع. لتلبية هذه المطالب، يجب على المؤسسات الإعلامية تطوير استراتيجيات تواكب التطورات التكنولوجية واحتياجات الجمهور، مع الالتزام بالمصداقية والشفافية في تقديم المحتوى.
تمنياتي بالتوفيق أن يقدم المشاركون ما يرفع المستوى الذي يأمله القائمون على الإعلام، وأن يبقى الأثر دائمًا ومتطورًا في كل عام.