الفأر يلعب في " عِبْ " الدوري الأسباني .. قدم للريال 11 نقطة لايستحقها

news image


 
نشر موقع "Archivovar" الإسباني، المختص بتقنية الفيديو "VAR"، تقريرا عن ترتيب الليغا بدون أخطاء التقنية المتعلقة بعدة حالات أبرزها الأهداف الملغاة والمحتسبة وقرارات ركلات الجزاء.
ويتصدر فريق ريال مدريد حاليا جدول ترتيب الدوري الإسباني لكرة القدم، برصيد 81 نقطة، متقدما بفارق 11 نقطة على غريمه برشلونة أقرب ملاحقيه، وذلك قبل 6 جولات فقط من نهاية الموسم.
وأشار التقرير إلى أن ريال مدريد حصل على 7 نقاط غير مستحقة، فيما يستحق برشلونة 4 نقاط تضاف لرصيده الحالي.

وبناء عليه سيصبح رصيد كلا من ريال مدريد وبرشلونة 74 نقطة.

 التنافس بين الفريقين .. و العداء التاريخي .. من يغذيه؟!
 

التنافس بين ريال مدريد وبرشلونة يتخطى حدود كرة القدم ، وهو يمثل صراع الثقافات بين الهوية الإسبانية القشتالية والكتلونية ، أو يمكن القول أنه يمثل صداماً تاريخياً بين النظام ،  وكتالونيا الساعية إلى الانفصال عن إسبانيا لتحقيق مكون خاص بها.

وعلى الرغم من أن مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة هي أعظم منافسة في تاريخ الرياضة سواء في لعبة كرة القدم أو كرة السلة ، إلا أن الأحداث التاريخية التي يبلغ عمرها عشرات السنوات ما زالت تظهر على السطح في كل مباراة ، حيث يتم تبادل الاتهامات والشتائم والمطالبة بفك الارتباط عن الحكومة المركزية.

اقيلم كاتالونيا كان في يوم من الأيام يعتبر دولة ذات سيادة ولها لغتها الخاصة وثقافتها وهويتها حتى 11 سبتمبر / أيلول من عام 1714، عندما غزا الملك فيليب الخامس تلك المنطقة ، وبعد ذلك بوقت قصير قام بضم عدد آخر من الأراضي المتبقية من شبه الجزيرة الآيبيرية ، وبالتالي تكّون البلد الذي نعرفه اليوم باسم إسبانيا.

ومدينة برشلونة كانت تعتبر في ثلاثينات القرن الماضي رمزاً للهوية الكتلونية ، قبل أن تنقلب الأمور رأساً على عقب في عام 1936 عندما قام الجنرال فرانسيسكو فرانكو بانقلاب عسكري ضد الجمهورية الإسبانية الثانية والتي كانت تحت حكم الديمقراطيين والاشتراكيين ، وهو ما أدى إلى نشوء الحرب الأهلية الإسبانية.

واندلعت الحرب الأهلية بين الجمهوريين المحسوبين على اقليم كاتالونيا والقوميين المحسوبين على العاصمة مدريد تحت قيادة الجنرال فرانكو الذي قام خلال تلك الفترة باعتقال جوسيب سونال عضو اليسار الجمهوري في اقليم كتالونيا ورئيس نادي برشلونة ، حيث جرى اعدامه دون محاكمة بسبب المناداة بالانفصال عن إسبانيا.

انتصار الجنرال فرانكو في تلك الحرب فرض عدم استخدام اللغة الكتلونية في وثائق النادي ، فضلاً عن منع رفع العلم الكتلوني في الملاعب الذي كانت تصل عقوبته إلى حدود الخيانة العظمى ، ولكن بعد وفاة الدكتاتور في عام 1975 فقد تنفس الكتلان الصعداء وعاد العلم الكتلوني يرفرف من جديد وسط مطالبات بالانفصال كما حدث مؤخراً.
وعزز الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو المحسوب على نادي ريال مدريد شعور الكراهية بين الهوية القشتالية والكتلونية وقام بتأجيج الوضع بنسبة كبيرة جداً مع الإقليم الكتلوني من خلال استخدام لعبة كرة القدم من أجل اذلال برشلونة ، ولعل المباراة التي جمعت الفريقين في نصف نهائي كأس إسبانيا في عام 1943 خير دليل.

وتنامى الشعور العام في ذلك الوقت بأن ريال مدريد يحظى بدعم كبير جداً من الحكومة الإسبانية بقيادة الجنرال فرانكو الذي سميت كأس إسبانيا باسمه في ذلك الوقت "جنراليسمو" ، حتى أن البعض أكد بأن الحكام كانوا يخافون من خسارة الفريق الملكي خوفاً من عقاب محتمل ، وخصوصاً عند مواجهة فريق مقاطعة كاتالونيا.

وخلال عهد  فرانكو ، فقد تمكن برشلونة في عام 1943 في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس فرانكو من الفوز 3/0 ، لكن مباراة الإياب شهدت أحداثاً مثيرة للجدل عندما خسر النادي الكتلوني 11/1 ، حيث اعتبر المشجعون أن التحكيم منحاز جداً ، فيما تم تصوير هؤلاء المشجعين كأعداء للدولة الإسبانية بسبب مواقفهم.

ويؤكد لاعبو برشلونة الذين شاركوا في تلك المباراة أن الخسارة جاءت تحت تهديد واضح من الجنرال فرانكو الذي أرسل جنوده إلى غرفة خلع الملابس قبل انطلاق المباراة حسبما أكد الكاتب جيمي بيرنز في كتابه وقال : "فرانكو أرسل رسالة تقول أنه لا يجب أن تنسوا بأنكم تلعبون بسبب سخاء النظام الذي غفر لكم نقصاً في الوطنية".

وفجرت صفقة انتقال ألفيردو دي ستيفانو أزمة جديدة بين برشلونة وريال مدريد في عام 1953 ، خصوصاً بعد الاتهامات الموجهة حتى الآن من جانب النادي الكتلوني إلى فريق العاصمة الإسبانية بسرقة الصفقة التي كان قريباً جداً من اتمامها ، وممارسة ضغوط كبيرة من جانب الجنرال فرانكو على البرسا من أجل انتقاله للفريق الملكي.

وقام دي ستيفانو في عام 1953 بالتوقيع على عقد مع برشلونة ولكن الفيفا رفض تسجيل اللاعب لأن ملكيته لا تعود لنادي ريفر بليت الأرجنتيني وإنما لنادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس الكولومبي ، فيما أقنعه رئيس ريال مدريد سانتياجو برنابيو بالانتقال إلى صفوفه بعد وصوله إلى إسبانيا من أجل التفاوض على انتقاله إلى برشلونة.

واستغل ريال مدريد الثغرة القانونية في توقيع نادي برشلونة مع ألفيردو دي ستيفانو ورفض الاتحاد الإسباني لكرة القدم تسجيل اللاعب في قوائمه ، ليقوم الرئيس سانتياجو برنابيو بالتوقيع معه رسمياً من ناديه ديبورتيفو لوس ميلوناريوس وهو ما فجر عاصفة من ردود الفعل الغاضبة التي وصلت إلى اتهام الريال بالسرقة وقلة الاحترام.

انتقال اللاعبين بين الخصمين الكبيرين هو أسوأ شيء يمكن للمرء أن يتصوره ، تماماً كما حدث مع المهاجم البرتغالي لويس فيجو الذي قرر في صيف عام 2000 الانتقال إلى ريال مدريد ، وذلك بعد أن قام فريق العاصمة الإسبانية بدفع قيمة الشرط الجزائي في عقده ، حتى دون معرفة مسؤولي برشلونة بالصفقة بما في ذلك الرئيس خوان جاسبارت.

وبعد انتقاله إلى ريال مدريد مقابل 61.1 مليون يورو في عام 2000 عن طريق الرئيس فلورنتينو بيريز ، فقد أصبح لويس فيجو الخائن الأكبر في برشلونة ، فيما اسُتقبل بطريقة عدائية عندما عاد إلى ملعب كامب نو لأول مرة بقميص ريال مدريد في 21 تشرين الأول / أكتوبر من عام 2000 ، حيث كان الضجيج في الملعب يصم الآذان بسبب الغضب العارم.

ولم تتردد جماهير برشلونة في توجيه شتائم من النوع الثقيل للبرتغالي لويس فيجو الذي قذف بالحجارة والألعاب النارية وحتى الهواتف المحمولة كلما حاول تنفيذ ركلة ركنية ، فيما رمُي رأس الخنزير على أرضية الملعب جنباً إلى جنب مع كرات الغولف والزجاجات ، بينما علقت لافتات في ارجاء الملعب تحمل كلمات مثل "خائن" ، "حثالة "، "مرتزق".
هذا هو تاريخ الفريقين الغريمين اللذين تغذيهما السياسة من تحت عشب الملاعب.
وهكذا عندما تتخطى كرة القدم حدود المنافسة الشريفة والروح الرياضية الوطنية.


كرة القدم والحرب

التنافس الحاد في كرة القدم قد يتحول إلى حرب عسكرية حقيقية ، كما حدث  بين السلفادور وهندوراس في عام 1969، بسبب كرة القدم، والمعروفة أيضًا باسم حرب المائة ساعة، كانت نزاعًا عسكريًا قصيرًا . حدث النزاع خلال تصفيات كأس العالم 1970 وهو نفس التاريخ الذي كانت فيه التوترات قائمة بالفعل بين البلدين. بدأت الحرب في 14 يوليو 1969 عندما شن الجيش السلفادوري هجوماً على هندوراس. تفاوضت منظمة الدول الأمريكية (OAS) على وقف إطلاق النار ليلة 18 يوليو، والذي دخل حيز التنفيذ الكامل في 20 يوليو. في أوائل أغسطس من نفس العام انسحبت القوات السلفادورية.
الحرب وكرة القدم ليسا متطابقين بأي حال من الأحوال، لكنهما متشابهان إلى حد كبير . إنهم يتشاركون في العديد من الهياكل نفسها، الجنرالات والمدربين، والجنود واللاعبين، والإمبراطوريات والمدارس. إنهم يشتركون في نفس الدوافع. هزيمة العدو بأي ثمن. استراتيجيات كل منهما لها أوجه تشابه خاصة بها.
وإذا تخطت المنافسة حدود اللعبة، فإنها تنشر العداوة بين مشجعي الفريقين،وترفع درجة الحقد، وقد تتحول إلى مالا يحمد عقباه، إذا ترك الحبل على الجرار  لمشعلي العداوة.