مروة شاهين - بث:

بعد انقطاع دام لسنوات، وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارته لها منذ تسع سنوات، و تعكس هذه الزيارة تحسن العلاقات بين الدولتين بعد خلاف طويل حول معظم الملفات الاقليمية و تناقض كبير في التوجهات و طريقه التعامل مع معظم الملفات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط في العقد الأخير.

و عند وصول الرئيس التركي الى دولة الإمارات العربية المتحدة، كان في استقباله ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي قد زار أنقرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حين جرى توقيع اتفاقات استثمارية بين الدولتين تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

و عن أسباب هذه الزيارة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبيل مغادرته تركيا متوجهاً الى الإمارات: «نستهدف خلال هذه الزيارة البناء على ما اكتسبناه في العلاقات مع الإمارات واتخاذ الخطوات اللازمة لعودة العلاقات إلى المستوى الذي تستحقه»، مضيفاً أنه للحوار والتعاون بين تركيا والإمارات أهمية كبرى لسلام واستقرار منطقتنا برمتها.

و تأتي الزيارة بينما تشهد تركيا مصاعب اقتصادية كبرى وتبحث عن استثمارات أجنبية جديدة، وفيما تواجه الإمارات خطرا أمنيا متزايدا من قبل الحوثيين، لا سيما ان الامارات العربية المتحدة لديها القدرة على دعم الاستثمارات في تركيا، و إن تركيا تستطيع التعاوان مع الإمارات في المجال الدفاعي و العسكري، لردع التهديدات الامنية التي تواجهها الإمارات العربية المتحدة من قبل ميليشيا الحوثي في اليمن.

و وقعت تركيا والإمارات ثلاثة عشر اتفاقية تشمل مجالات بينها الاستثمار والصناعة والتقنيات المتقدمة والدفاع والنقل والصحة والزراعة والثقافة، كما وقع البلدان على بيان مشترك بشأن بدء مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بينهما، وعلى خطاب نوايا بشأن بدء اجتماعات التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

و في ختام الزيارة قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أنهينا اليوم بنجاح الزيارة التي أجريناها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة،وخلال الاجتماعات التي عقدناها، أظهرنا إرادة مشتركة قوية فيما يتعلق بتطوير العلاقات وزيادة الاستثمارات، ووقعنا 13 اتفاقية تعاون و نحن على ثقة أن الاتفاقيات الموقعة ستعزز أرضية التعاون بيننا كما اننا ندعم أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة و لا نفرق بين أمننا وأمن منطقة الخليج».

و أضاف: «كما أننا نرحب بالإرادة المتبادلة فيما يتعلق بالحفاظ على الزخم الذي تحقق في علاقات التعاون بيننا والمضي قدما في ذلك ،ونحن عازمون على مواصلة بذل الجهد على أساس الاحترام والثقة المتبادلة من أجل مصالحنا المشتركة ومستقبل منطقتنا».

كما أكد وزير الاقتصاد الإماراتي عبد الله بن طوق أن الإمارات تعتبر التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع، جزءا لا يتجزأ من استراتيجيتها ورؤيتها للمستقبل و أضاف: «أعتقد أن هذه رؤية مشتركة بين الإمارات وتركيا، والإمارات حريصة على توسيع شراكتها مع تركيا في مختلف المجالات الحيوية بالإضافة إلى قطاع الدفاع».

كما علّق المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، أن الزيارة تفتح صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، كما يتوقع العديد من الخبراء ان التحسن في العلاقات بين تركيا والإمارات العربية المتحدة قد يكون فاتحة للمزيد من التقارب بين تركيا و العديد من الدول الخليجية، و يلي ذلك من صفحة جديدة في العلاقات التركية-العربية.