مروة شاهين - بث:

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى أوكرانيا للتعبير عن دعم الولايات المتحدة لكييف في ظل ازدياد المخاوف من غزو روسي محتمل. 

و من المتوقع أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جنيف، الجمعة، أي بعد عودته من اوكرانيا، كما سيتوجه بلينكن، الخميس، إلى برلين لإجراء مشاورات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لبحث ملف التهديدات الروسية لأوكرانيا. اذ إن الهدف من الزيارة هو التشاور بشأن ملف الحشود الروسية على الحدود الاوكرانية، و تصاعد التوتر بين البلدين.

وبعد فشل المساعي الدبلوماسية الاميركية في تهدئة المخاوف و أخذ ضمانات من روسيا بعدم الاقدام على أي تصرف عدواني ضد اوكرانيا، حذرت الولايات المتحدة الامريكية ، من أن روسيا مستعدة لمهاجمة أوكرانيا "في أي وقت".

و في مؤتمر صحفي عقده عند وصوله الأراضي الاوكرانية، قال بلينكن:«لا تدعوا موسكو تقسمكم. وهذا يعني أنه يتعين على القادة داخل وخارج حكومة أوكرانيا تنحية خلافاتهم جانبًا لصالح المصلحة الوطنية المشتركة والعمل معًا للاستعداد لما قد يكون أيامًا صعبة، ففي الوقت الذي نجتمع فيه اليوم، صعدت روسيا من تهديداتها وحشدت ما يقرب من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، والتي يمكن أن تتضاعف في وقت قصير نسبيًا».

روسيا تنفي عزمها على غزو اوكرانيا:

اذ دعا وزير الخارجية الروسية نظيره الامريكي خلال إتصال هاتفي جرى بينهما قبل زيارة بلينكن لاوكرانيا الى ما اسماه عدم تكرار التكهنات الاميركية بشأن عدوان روسي مزعوم.

و قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية، إنه لن تكون هناك مفاوضات حتى يستجيب الغرب لمطالب موسكو بضمانات أمنية شاملة، ومن أبرزها فرض حظر دائم على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

واشنطن ترفض المطالب الروسية، و تحذّر روسيا من من اي عدوان على اوكرانيا: 

اذ قال وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، أنه ليس من الواضح ما هو المطلب المركزي لروسيا وما هو غير ذلك و نحن بحاجة إلى أن نرى أين نحن ونرى ما إذا كانت هناك فرص متبقية لمتابعة الدبلوماسية ومتابعة الحوار، وهو  المسار المفضل إلى حد بعيد و أضاف بلينكن أن روسيا سعت دوما لتقويض الديمقراطية في أوكرانيا ونؤكد هنا دعمنا الثابت لكييف و سنواصل جهودنا الدبلوماسية لمنع أي عدوان روسي في أوكرانيا و لقد وفرنا مساعدات دفاعية لأوكرانيا بما فيها معدات وصلت في الأسابيع الماضية، و إذا غزت روسيا أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة ستوفر عتادًا إضافيًا يتجاوز ذلك الموجود بالفعل قيد التسليم.

و تشهد القارة الاوروبية منذ أشهر عديدة حالة من التوتر و التأهب بسبب تصاعد التوترات و التصريحات الهجومية بين كل من روسيا و اوكرانيا، عدا عن رفع حالة الاستنفار و إعداد الحشود العسكرية على الحدود بين البلدين.

و تجدر الإشارة الى أن التوتر العسكري على الحدود الروسية الاوكرانية ليس وليد اليوم، اذ تشهد الاقاليم الحدودية الفاصلة بين روسيا و اوكرانيا ( أي ما يُعرف بمنطقة دونباس)، حرباً ضروساً بين الجيش الاوكراني و حركات انفصالية مسلحة مدعومة من روسيا منذ العام ٢٠١٤، كما ان روسيا قامت في نفس العام بغزو شبه جزيرة القرم التابعة لاوكرانيا و ضمّها الى روسيا مما تسبب في تصاعد الأزمة بين البلدين حتى يومنا هذا.