متابعة وتحليل – إدارة الإعلام الاستراتيجي في وكالة بث

تُعقد اليوم، الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض، جولة جديدة من المفاوضات الأميركية – الأوكرانية، ضمن المساعي المستمرة لإنهاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

ويأتي هذا اللقاء رفيع المستوى بعد سلسلة من المحادثات الفنية والسياسية جرت يوم أمس، الإثنين، في الرياض، حيث استضافت المملكة لقاءين منفصلين جمعا الوفود الروسية والأميركية من جهة، والأميركية والأوكرانية من جهة أخرى.

الجولة الثالثة من هذه المفاوضات بحثت ملفات معقدة من بينها:

حماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية

قضية الأطفال الأوكرانيين المختطفين

آلية وقف جزئي لإطلاق النار

🧭 الرياض... منصة التفاوض الكبرى

من الواضح أن الرياض تتحول إلى منصة حقيقية لصناعة السلام العالمي، ليس فقط عبر استضافة اللقاءات، بل من خلال لعب دور الوسيط الهادئ، المحايد، القادر على جمع الخصوم المتشاكسين في مكان واحد.

🔍 التفاصيل الأبرز من الجولة السابقة (الإثنين):

وزارة الخارجية الروسية أعلنت انتهاء محادثات مغلقة دامت 12 ساعة مع الوفد الأميركي، مشيرة إلى قرب إصدار بيان مشترك بين البيت الأبيض والكرملين.

بالتوازي، واصلت الوفود الأميركية والأوكرانية محادثاتها التي دخلت مرحلة مناقشة حدود الترسيم والسيادة على منشآت الطاقة.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرّح بأن المحادثات تشمل الأراضي والطاقة وملكية محطات الطاقة، مؤكدًا أن هذه الخطوة جزء من رؤيته لإنهاء الحرب الممتدة منذ ثلاث سنوات.

📊 تحليل بث الاستراتيجي:

🎯 1. مفاوضات متوازية… لا متصادمة

اللقاءات المتزامنة بين واشنطن وكييف، وواشنطن وموسكو، تُظهر أن الإدارة الأميركية تلعب على حبلين بتوازن بالغ، محاولة خلق مسافة سياسية كافية لضمان أن كلا الطرفين يسمع الآخر دون أن يراه.

🎯 2. قضية "الطاقة" هي جوهر التفاوض الحقيقي

رغم الحديث عن وقف النار والأطفال المختطفين، إلا أن ملف الطاقة وملكية المحطات يبدو أنه العصب الأكثر حساسية في التفاوض، خصوصًا مع تقاطع مصالح روسيا وأوروبا في هذا الملف.

🎯 3. الرفض الروسي لوقف إطلاق النار الكامل رسالة ضغط مضادة

رفض الكرملين مقترح ترامب بوقف نار شامل، والاكتفاء بوقف ضرب منشآت الطاقة، يعكس رغبة روسيا في فرض أوراق سياسية على الطاولة قبل أي تنازلات ميدانية.

🎯 4. الحراك الأوروبي يبدأ في الخلفية

بدء مشاورات بريطانية – فرنسية لتشكيل قوة حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، يُعد تطورًا خطيرًا، لأنه قد يخلق واقعًا جديدًا قبل الوصول لأي اتفاق أميركي – روسي نهائي.

🔮 ماذا بعد؟ (رؤية بث المستقبلية):

من المتوقع أن تُعلن واشنطن وموسكو اليوم بيانًا مشتركًا يحدد مسار المرحلة القادمة من التفاوض.

استمرار المحادثات في الرياض يجعل من السعودية شريكًا دبلوماسيًا لا يمكن تجاهله في أي تسوية مستقبلية.

ظهور "ملف الأراضي" علنًا يعني أن التفاوض تجاوز مرحلة الإنسانية والدبلوماسية، ودخل في مرحلة الترسيم الجغرافي الجديد.

🧠 خلاصة رمزية من “بث”:

"في الرياض... لا تُبنى الأبراج فقط، بل تُرسم الحدود وتُعاد كتابة الجغرافيا."

وما بين موسكو وكييف، تقف المملكة صوت العقل الهادئ، حين يصمت صوت السلاح.