✍️   إدارة الإعلام الإستراتيجي بوكالة بث:

في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة وتآكل الهدنة الهشة التي بدأ سريانها في 19 يناير الماضي، عادت القاهرة لتلعب دور الوسيط ، حاملة مقترحًا جديدًا قد يشكّل نقطة تحول في مسار الحرب.

✳️ تفاصيل المقترح المصري:

اقترحت مصر جدولًا زمنيًا للإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس، مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، على مراحل، وبضمانات أميركية.

🔹 يتضمن المقترح:

إطلاق 5 رهائن أسبوعيًا من قبل حماس.

على أن تبدأ إسرائيل تنفيذ المرحلة الثانية من الانسحاب ووقف إطلاق النار بعد مرور الأسبوع الأول.

صفقة جزئية أولى تشمل الإفراج عن رهائن، بينهم مواطن أميركي إسرائيلي، مقابل دخول مساعدات إنسانية ووقف إطلاق نار مؤقت لمدة أسبوع.

وأكد مسؤول في حماس أن الحركة "ردت بإيجابية" على المبادرة المصرية، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

🔍 ماذا يعني المقترح المصري؟

 يحمل بين سطوره صيغة ذكية لحلحلة الجمود القاتل بين الطرفين، ويمكن قراءته على أكثر من مستوى:

1. تحويل المعادلة من الضغط العسكري إلى التفاوض المرحلي

المبادرة تسعى لنقل الصراع من ساحات الحرب إلى مسار تفاوضي تدريجي، يربط بين خطوات إنسانية (رهائن ومساعدات) وخطوات سياسية/أمنية (انسحاب وضمانات).

2. رهان على عامل الزمن والثقة المشروطة

التنفيذ الأسبوعي المشروط للمقترح يهدف إلى بناء ثقة تدريجية، دون القفز إلى تسويات شاملة يصعب الاتفاق عليها دفعة واحدة.

3. دعم أمريكي لدور مصري بشأن غزة

وجود ضمانات أميركية في الطرح يعكس دورًا دبلوماسيًا دوليًا مكمّلًا للدور المصري، ما يرفع من فرص نجاح المبادرة مقارنة بالمبادرات السابقة.

شروط إسرائيلية

 شدد وزير الخارجية الإسرائيلي اليوم الاثنين، على أن تل أبيب لن  توافق على إدخال مساعدات لقطاع غزة المحاصر إذا كانت حماس ستستفيد منها.

🧭 ما المتوقع؟

✅ في حال نجاح المقترح:

تحقق انفراجة إنسانية تدريجية في غزة، خصوصًا مع فتح المجال لدخول المساعدات.

انحسار تدريجي للعمل العسكري الإسرائيلي ووقف استنزاف الأرواح.

فتح الباب أمام حلول سياسية أوسع تتجاوز مسألة الرهائن.

❌ أما في حال فشل المقترح:

سيُعاد ترسيخ منطق القوة على حساب الحلول السياسية.

تصعيد عسكري محتمل خصوصًا في الجنوب (خان يونس) حيث يتهم الجيش الإسرائيلي حماس بتكثيف تحركاتها.

ضعف الثقة الدولية في قدرة الوسطاء على كبح جماح التصعيد.

✒️ خلاصة رمزية:

المقترح المصري هو أشبه بـ"مفتاح هش في قفل صدئ" – يمكن أن يفتح الباب نحو التهدئة، لكنه يحتاج إلى إرادة سياسية صلبة، وإدارة ذكية للزمن والضغوط.