على مدى عقود طويلة دأبت المملكة العربية السعودية على مد يد العون والمساندة لجميع المستحقين في الأرض عبر أذرعها الإغاثية المتعددة، ومن بينها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي قام بتوجيه حزمة مكثفة من البرامج الإغاثية للتخفيف من حدة المعاناة التي يواجهها أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك انطلاقاً من روابط الدم والعروبة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي توجب إغاثة ومساعدة المحتاجين، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته.

ومنذ اندلاع الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ومع تصاعد الاعتداءات غير المسبوقة التي تقوم بها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد –يحفظهما الله- في بداية شهر نوفمبر الماضي حملة تبرعات شعبية عبر منصة "ساهم" لصالح أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث بلغ إجمالي حجم التبرعات الشعبية حتى الآن 595 مليوناً و273 ألف ريال، فيما تجاوز عدد المتبرعين المشاركين في الحملة مليون و291 ألف متبرع، ووصل إجمالي حجم المساعدات الإغاثية التي تم نقلها عبر الطائرات والسفن إلى جمهورية مصر العربية حوالي 4500 طن حتى الآن.

وخلال الأسابيع الماضية، سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة جسراً جوياً لمطار العريش الدولي بمصر اشتمل على 33 طائرة إغاثية تحمل على متنها ما يزيد عن 712 طناً من السلال الغذائية والحقائب الإيوائية والمواد الطبية، إضافة إلى إرسال 20 سيارة إسعاف، كما سيّر المركز أربع بواخر من ميناء جدة الإسلامي إلى ميناء بورسعيد بجمهورية مصر العربية على متنها 3.787 أطنان من المستلزمات الطبية لسد احتياج المستشفيات هناك، والمواد الغذائية والإيوائية.

ووفقا لإحصاءات رسمية صادرة عن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فإن إجمالي المشروعات التي انتهى المركز من تنفيذها أو التي مازالت قيد التنفيذ بدولة فلسطين، وصلت نحو 112 مشروعا بتكلفة تبلغ نحو 370 مليون دولار شملت 45 مشروعا للأمن الغذائي و20 مشروعا للإيواء و22 مشروعا صحيا و12 مشروعا تعليميا و مشروعين للمياه والإصحاح البيئي وذلك بخلاف عشرات المشروعات المتنوعة الأخرى.

وحرص الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الربيعة، يرافقه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية أسامة بن أحمد نقلي، على زيارة مركز الخدمات اللوجستية التابع للهلال الأحمر المصري في مدينة العريش بجمهورية مصر العربية.

واطلع الدكتور الربيعة عن كثب على المساعدات السعودية الإغاثية المتنوعة التي تشتمل على المواد الإيوائية والطبية والغذائية المقدمة لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، عبر منفذ رفح الحدودي.

وتجدر الإشارة إلى أن أطقم المركز المتواجدة في مصر حتى الآن تواصل جهودها الحثيثة من أجل ترتيب عمليات استقبال أطنان المساعدات الإغاثية التي تأتي تباعا على متن الطائرات والبواخر السعودية تمهيدا لتوصيلها داخل قطاع غزة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والسلطات المصرية والمنظمات الأممية ذات الصلة.