الخرطوم - سونا صلاح الدين - بث: 
حضارة السودان القديمة لا تقل روعة عن أي حضارة أخرى ، حيث أنها أكثر دولة تمتلك أكبر عدد من الأهرامات وتقدر بحوالي 250 هرم تقريبا..كما أنها كانت تحوي فترة الثقافات المبكرة قبل نهاية الألف الرابع قبل الميلاد ، وفترة دولتي تاسيتي وكوش من الألف الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الرابع الميلادي، ومن ثم فترة مماليك البجة وممالك نوباديا ومقرة وعلوة ( 400 – 1500 ) م...وأخيرا فترة التاريخ الحديث وتبدأ بالقرن ال 15 الميلادي.
ونتيجة لتساؤل الكثيرين عن أصل الحضارة الفرعونية هل هي مصرية أم سودانية ، وجهل البعض من شباب الجيل في الوقت الحالي عن الحضارة في السودان قامت مبادرات شبابية ومؤسسات عديدة تنشط تهتم بالآثار والسياحة في السودان ، والتعريف بالحضارات المتعاقبة بها للعالم أجمع ، بل والعمل على إكتشاف آثار جديدة وعرضها في المتاحف في الخارج .
وقد تم بجهود عدد من الباحثين التاريخيين مؤخرا إنشاء جمعية أصدقاء المتاحف السودانية ، وتمت الموافقة بعد إجتماعات دامت لأكثر من عامين على تسجيل جمعية أصدقاء المتاحف السودانية بشكل رسمي في وزارة الثقافة والإعلام ، بحضور منسق عام الجمعيات العمومية بالوزارة ، وتم اعتماد الرئيس ونائبه وبقية أمناء الجهاز التنفيذي والأعضاء المؤسسين وهم من أهم الباحثين والتاريخيين والآثاريين والحرفيين والمهتمين بتاريخ السودان القديم.
وتهدف الجمعية الى :
- المحافظة على الآثار والمواقع الأثرية.
- دعم وتأهيل المتاحف .
- توعية المواطنين على كيفية التعامل مع المقتنيات والآثار .
دعم قطاع السياحة في كل أنحاء السودان .
– إقامة مناشط ومهرجانات ذات صلة والمشاركة مع كل قطاع يحيي التراث والثقافات المتعددة .
– إقامة ورش تدريب للأعضاء وتثقيفهم والإرتقاء بالوعي العام لحضارة وادي النيل.
– توريخ وتحقيب حضارة السودان منذ النشأة مرورا بالحقب المختلفة .
– تدشين موقع رسمي على الإنترنت، وإنشاء صفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ،  لخلق تفاعل مع الجمهور وإعلان الفعاليات والإكتشافات القديمة والحديثة وتمليك الحقائق للرأي العام.
وقد تم الاتفاق على ان يكون المقر الخاص للجمعية في الوقت الحالي في متحف الإثنوغرافيا ، بشكل مؤقت لحين توفيق الاوضاع. 
وسبق ذلك وتحديدا في ال 27 يونيو تدشين مشروع " تراث ... الآثار تربطنا " بمتحف السودان القومي، والذي تم شراكة بين المتحف القومي السوداني ، بعثة الإتحاد الأوروبي، المعهد الفرنسي الإقليمي في السودان بالإضافة للبعثة الفرنسية للآثار في السودان وسوق دوت كوم، وتعتمد فكرة المشروع على دليل
صوتي يرويه الفرعون الأسطوري تهارقا. ويركز مشروع  " تراث " حاليا على 10 قطع أثرية من عصر نبتة منها :تمثال الملك تهارقا والملك أتلانيرسا ، تماثيل الأوشابتي والإناء الجنائزي للملك أنلامني بالإضافة للعدد من المجوهرات من عصر نبتة ، ويجري العمل على توسيعها لتشمل المزيد من القطع التي تمثل فترات تاريخية أخرى من تاريخ السودان.
هذا المشروع سيجعل الثراث الأثري والتاريخي متاحا للسودانيين والأوروبيين وبقية العالم ، ويظل العمل على فكرة إنشاء أكبر متحف يجمع حضارة وادي النيل تحت سقف واحد .
( للاستماع إلى الدليل الصوتي )