• مبادرة بيرل والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص تعقدان حلقتي نقاش لتمكين الشركات الناشئة في منطقة الخليج مع التركيز على تحسين التنافسية والاستدامة في قطاع التكنولوجيا المالية.
• المملكة العربية السعودية تسعى إلى تحقيق 13.3 مليار ريال سعودي (3.6 مليار دولار أمريكي) و ذلك عن طريق المساهمة المباشرة من شركات التكنولوجيا المالية في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، وهذا ما يعكس مقومات النمو الهائلة في المنطقة.
• نقاشات تؤكد أهمية تصميم شركات التكنولوجيا المالية لخدماتها ومنتجاتها بما يخدم منطقة الخليج ويلبي احتياجاتها الخاصة واعتبار آراء العملاء وتجاربهم أولوية قصوى ودمج مجال الاستدامة واعتباراتها في ثقافة الشركات الناشئة لضمان نجاحها على المدى البعيد.
سميرة القطان - بث:
بالتعاون بين مبادرة بيرل وهي منظمة غير ربحية رائدة في تحسين المساءلة والشفافية والمؤسسية في منطقة الخليج مع المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص وهي عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية عقدت حلقتَيْ نقاش حصريّتَيْن في المملكة العربية السعودية، بهدف رفع مستوى التنافسية والاستدامة في الشركات الناشئة والمؤسسات العاملة في مجال التكنولوجيا المالية في المنطقة
ويأتي ذلك من منطلق التزام مبادرة بيرل بإرساء منظومة أعمال متينة راسخة في المنطقة.
وكما هو معروف فقد وضعت المملكة العربية السعودية أهدافاً طموحة تسعى من خلالها إلى تحقيق 13.3 مليار ريال سعودي (3.6 مليار دولار أمريكي) عن طريق المساهمة المباشرة من شركات التكنولوجيا المالية في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030،
وتعتبر هذه زيادة مهمة مقارنة بمجموع 1.2 مليار ريال سعودي (317 مليون دولار أمريكي) في 2021 حسب ما أفاد مجلس الأعمال الأمريكي السعودي وهو ما يشير إلى أن المملكة تعكس مقومات النمو الهائلة وفرص التقدم العظيمة الكامنة في المنطقة،
وشهدت المملكة زيادةً سنويةً ضخمة في عدد شركات التكنولوجيا المالية العام المنصرم بنسبة هائلة بلغت 79%.
وتحدّث في الجلسة الأولى التي حملت عنوان "بناء شركات تكنولوجيا مالية من المنطقة وللمنطقة" متحدثون مرموقون منهم محمد التاجر المؤسس والشريك الإداري لشركة تغيير للاستشارات ش.م.ح.، ونويل كونولي الرئيس التنفيذي لناو موني. حيث ناقشت الجلسة أهمية تصميم شركات التكنولوجيا المالية لخدماتها ومنتجاتها بصورة تلبي المتطلبات الخاصة بمنطقة الخليج، واستطلعت التحديات والفرص التي تواجهها الشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية في المملكة العربية السعودية. ومن أهم النقاط التي أبرزها النقاش أهمية إجراء أبحاث وتحليلات شاملة لتحديد الثغرات الموجودة في السوق والتمكن من تلبية متطلبات العملاء بفعالية عن طريق تصميم منتجات وخدمات مبتكرة. وتَبَيّن أن الشركات الناجحة هي التي تضع آراء عملائها وتجاربهم على رأس أولياتها وتُكيّف حلولَها وفقاً لها. وأكدت النقاشات أيضاً الأهمية المتزايدة للمسؤولية الاجتماعية المؤسسية واعتبارات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ودورها الرئيسي في تحقيق الشمول المالي، لا سيما وأن العملاء يولون أهمية كبيرة لما تحققه الشركات من أثر اجتماعي وأدائها من حيث الاستدامة. وشددت الجلسة أيضاً على ضرورة توفير بيئة داعمة تموّل الأفكار والشركات الناشئة المتنوعة لتحريك الابتكار وتسهيل الوصول إلى خدمات التكنولوجيا المالية تحديداً للأفراد والفئات التي تواجه صعوبة في الوصول إلى الخدمات والتسهيلات المصرفية.
وعلق المهندس حمزة السكتاوي رئيس وحدة الشمول المالي في مكتب كفاءة التنمية لدى المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص على الجلستين قائلاً: "نحن متحمسون جداً لتوحيد جهودنا مع مبادرة بيرل والتعاون في تنظيم نقاشات محورية من شأنها أن تحدث تغييرات جذرية وتؤكد دور الحوكمة المؤسسية في تحقيق النمو والربحية. رؤيتنا المشتركة هي تمكين الشركات التكنولوجية الناشئة في منطقة الخليج، وبالتحديد المختصة بمجال التكنولوجيا المالية، بتحسين تنافسيتها واستدامتها في المنطقة. وفي إطار هذه الشراكة، نطمح سوياً إلى تسريع مسارات التنمية المستدامة وضمان النمو المستمر والنجاح المتواصل لشركات التكنولوجيا المالية عبر المملكة."
أما جلسة النقاش الثانية، فتناولت محور "الثقافة تدعم نمو الأعمال" وتحدث ضمنها شخصيات مرموقة منهم كريستينا أندرياسن مديرة البرامج لدى آسترولابز، ولجين البرغوثي مديرة التفاعل والثقافة والاستدامة في مجموعة شلهوب في السعودية، وطارق بلبل مدير عام راف للنشر. ناقشت الجلسة كيف يمكن للممولين الوصول لفهم أفضل لثقافة الشركات الناشئة والانخراط فيها بصورة أعمق ليتمكنوا من بناء شراكات أقوى وأكفأ مع تلك الشركات، وشددت على أن التنفيذ عامل أساسي لبناء ثقافة ناجحة سواء كان ذلك في الشركات الناشئة أو المؤسسات الكبيرة. ومن أهم الاستنتاجات التي خلص إليها النقاش ضرورة فهم ديناميكية ثقافة المؤسسات الضخمة، وأن تتسم الشراكات والدعم بالصبر والإصرار والمواظبة، وبناء علاقات راسخة مستدامة قادرة على الصمود. وأضاءت الجلسة أيضاً على أهمية جعل النمو أولوية في المراحل المبكرة لتأسيس الشركات الناشئة مع مراعاة اعتبارات الحوكمة والتنظيم، وخصوصاً في قطاعات مثل التكنولوجيا المالية والصحية والحيوية. واعتبر المتحدثون الاستدامة جانباً محورياً من المهم أن يكون جزءاً لا يتجزأ من ثقافة الشركات الناشئة، وأبرزوا قيم أخرى أساسية مثل العوائد والربحية والأثر الاجتماعي.
وقال محمد الموسى مدير برامج في مبادرة بيرل في حديثه: "لقد طرحت حلقتا النقاش عن التكنولوجيا المالية التي نظمناها بشراكة مع المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص رؤىً وأفكاراً قيّمة أبرزت ضرورة تصميم خدمات ومنتجات تكنولوجيا مالية تلبي الاحتياجات الخاصة بمنطقة الخليج. ونحن سعيدون جداً بتنسيق هذه النقاشات المثمرة وبمساهمتنا في تنمية منظومة الشركات الناشئة التكنولوجية الصاعدة واستدامتها في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج."
وجدير بالذكر أن مبادرة بيرل تكرس جهوداً حثيثة للتوعية بأهمية بناء ثقافة مؤسسية تقوم على المساءلة والشفافية للشركات وجميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك للشركات الدولية والشركات العائلية والشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات التكنولوجية ولشريحة الشباب. ونظمت مبادرة بيرل حلقتَيْ النقاش هاتين في إطار برنامجها "الحوكمة في القطاع التكنولوجي" الذي يهدف إلى توعية الشركات التكنولوجية العاملة في الخليج بإيجابيات تبني هيكليات حوكمة مؤسسية قوية ومبتكرة.
وقدمت الجلستان للمشاركين منصةً فريدة لتبادل الرؤى وأفضل الممارسات ولتعزيز التعاون عبر منظومة الشركات الناشئة العاملة في القطاع التكنولوجي. وبتعاون مبادرة بيرل والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص في تحسين التنافسية والاستدامة، ستحفز المنظمتان على إحداث التغيير الإيجابي المنشود وتمهّدان الطريق لتأسيس قطاع تكنولوجي مزدهر ومثمر في منطقة الخليج.